@ 471 @ ( ^ فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون ( 23 ) فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما هذا إلا بشر مثلكم يريد أن يتفضل عليكم ولو شاء الله لأنزل ملائكة ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين ( 24 ) إن هو إلا رجل به جنة فتربصوا به حتى حين ( 25 ) قال رب انصرني بما كذبون ( 26 ) فأوحينا إليه أن اصنع الفلك ) * * * * .
قوله تعالى : ( ^ ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ) أي : وحدوا الله . .
( ^ ما لكم من إله غيره ) أي : معبود سواه . وقوله : ( ^ أفلا تتقون ) معناه : أفلا تخافون عقوبته إذا عبدتم غيره . .
قوله تعالى : ( ^ فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما هذا إلا بشر مثلكم ) قد ذكرنا معنى الملأ ، وذكرنا إنكارهم إرسال البشر . .
وقوله : ( ^ يريد أن يتفضل عليكم ) يتفضل أي : يظهر الفضل ، ولا فضل له ، كما يقال : فلان يتحلم أي : يظهر الحلم ، ولا حلم له ، ويتظرف أي : يظهر الظرافة ، ولا ظرافة له . .
وقوله : ( ^ ولو شاء الله لأنزل ملائكة ) يعني : بإبلاغ الوحي ، وقوله : ( ^ ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين ) . أي : بإرسال بشر رسولا ، وقيل : بدعوة مثل دعوته . .
قوله تعالى : ( ^ إن هو إلا رجل به جنة ) أي : جنون . .
وقوله : ( ^ فتربصوا به حتى حين ) قال ابن عباس : إلى وقت ما ، ويقال : إلى أن يموت . .
قوله تعالى : ( ^ قال رب انصرني بما كذبون ) يعني : أهلكهم نصرة لي جزاء تكذيبهم . .
قوله تعالى : ( ^ فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيينا ووحينا ) . قد بينا من قبل ، ويقال : غرس الشجر أربعين سنة ، وجففه أربعين سنة . .
وقوله : ( ^ فإذا جاء أمرنا وفار التنور ) المراد من الأمر هاهنا : وقت إغراقهم ، والتنور تنور الخابزة ، وقد بينا غير هذا . .
وقوله : ( ^ فاسلك فيها من كل زوجين اثنين ) قال ابن عباس معناه : من كل صنف