@ 43 @ ( ^ الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون ( 3 ) ) * * * * فلهذا خصهم به . .
قوله تعالى : ( ^ الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ) .
قوله : ( ^ الذين ) نعت المتقين ( ^ يؤمنون ) من الإيمان . وهو التصديق ، قال الله تعالى : ( ^ وما أنت بمؤمن لنا ) أي : بمصدق لنا . .
والإيمان في الشريعة يشتمل على الاعتقاد بالقلب ، والإقرار باللسان ، والعمل بالأركان . وقيل : الإيمان مأخوذ من الأمان ، فسعي المؤمن مؤمنا ؛ لأنه يؤمن نفسه من عذاب الله . والله مؤمن ؛ لأنه يؤمن العباد من عذابه . .
( ^ بالغيب ) قال ابن عباس : الغيب كل ما أمرت بالإيمان به مما غاب عن بصرك ، وذلك مثل الملائكة ، والجنة ، والنار ، والصراط ، والميزان ، ونحوها . .
وقال غيره : الغيب هاهنا هو الله تعالى . .
وقال ابن كيسان : أراد به القدر . ( ^ يؤمنون بالغيب ) ، أي : بالقدر . .
( ^ ويقيمون الصلاة ) أي : يديمون الصلاة . وحقيقة إقامة الصلاة المحافظة على أدائها بأركانها وسننها وهيئاتها . .
فالصلاة في اللغة : الدعاء ، وقد ورد في الخبر : ' من دعى إلى الطعام فليجب ، فإن كان مفطرا فليأكل ، وإن كان صائما فليصل ' . أي : فليدع . وقد قال الشاعر : .
( تقول بنتي وقد [ قربت ] مرتحلا % يا رب جنب أبي الأوصاب والوجعا )