@ 449 @ ( ^ الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم ( 52 ) ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم وإن الظالمين لفي شقاق بعيد ( 53 ) ) * * * * .
ومنهم من قال : إن الرسول لم يقرأ ، ولكن الشيطان ذكر هذا بين قراءة النبي ، وسمع المشركون ذلك ، وظنوا أن الرسول قرأ ، وهذا اختيار الأزهري وغيره . .
وقال بعضهم : إن الرسول أغفأ إغفأة ونعس ، فجرى على لسانه هذا ، ولم يكن به خبر بإلقاء الشيطان ، وهذا قول قتادة ، وأما الأكثرون من السلف ذهبوا إلى أن هذا شيء جرى على لسان الرسول بإلقاء الشيطان من غير أن يعتقد ، وذلك محنة وفتنة من الله ( وعادة ) ، والله تعالى يمتحن عباده بما شاء ، ويفتنهم بما يريد ، وليس عليه اعتراض لأحد وقالوا : إن هذا وإن كان غلطا عظيما ، فالغلط يجوز على الأنبياء ، إلا أنهم لا يقرون عليه . .
وعن بعضهم : أن شيطانا يقال له : الأبيض عمل هذا العمل ، وفي بعض الروايات : أنه تصور بصورة جبريل ، وأدخل في قراءته هذا ، والله أعلم . .
وقوله : ( ^ فينسخ الله ما يلقي الشيطان ) أي : يزيل الله ما يلقي الشيطان . .
وقوله : ( ^ ثم يحكم الله آياته ) أي : يثبت الله آياته . .
وقوله : ( ^ والله عليم حكيم ) ظاهر المعنى . .
قوله تعالى : ( ^ ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض ) أي : محنة وبلية . .
وقوله : ( ^ والقاسية قلوبهم ) أي : الجافة قلوبهم عن قبول الحق . .
وقوله : ( ^ وإن الظالمين لفي شقاق بعيد ) أي : في ظلال طويل ، وقيل : مستمر ، وهو الأحسن .