@ 429 @ ( ^ هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من ) * * * * .
وقوله : ( ^ إن الله يفعل ما يشاء ) أي : يكرم ويهين ، ويشقي ويسعد ، بمشيئته وإرادته ، وهو اعتقاد أهل السنة . .
قوله تعالى : ( ^ هذان خصمان اختصموا في ربهم ) في الآية أقوال : أحدها : أنها نزلت في أهل الكتاب ( والمسلمين ، قال أهل الكتاب ) : ديننا خير من دينكم ، ونحن أحق بالله منكم ؛ لأن نبينا وكتابنا أقدم ، وقال المسلمون : نحن أولى بالله منكم ، وديننا خير من دينكم ؛ لأن كتابنا قاض على الكتب ؛ ولأن نبينا خاتم النبيين ، فأنزل الله تعالى هذه الآية ، وهذا قول قتادة وجماعة . .
والثاني : ما روي عن محمد بن سيرن أنه قال : نزلت الآية في الذين بارزوا يوم بدر من المسلمين والمشركين ، فالمسلمون هم : حمزة ، وعلي ، وعبيدة بن الحارث ، والمشركون هم : شيبة بن ربيعة ، وعتبة بن ربيعة ، والوليد بن عتبة ، فالآية نزلت في هؤلاء الستة ، وكان أبو ذر يقسم بالله أن الآية نزلت في هؤلاء ، ذكره البخاري في الصحيح . .
والقول الثالث : أن الآية نزلت في جملة المسلمين والمشركين . .
والقول الرابع : أنها نزلت في الجنة والنار اختصمتا ، فقالت الجنة : خلقني الله ؛ ليرحم بي ، وقالت النار : خلقني الله ؛ لينتقم بي ، وهذا قول عكرمة ، والمعروف القولان الأولان . قال ابن عباس : ذكر الله تعالى ستة أجناس في قوله : ( ^ إن الذين آمنوا والذين هادوا . . . ) الآية وجعل خمسة في النار وواحد للجنة فقوله : ( ^ هذان خصمان ) ينصرف إليهم ، فالمؤمنون خصم ، وسائر الخمسة خصم . .
وقوله : ( ^ اختصموا في ربهم ) أي : جادلوا في ربهم . .
وقوله : ( ^ فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار ) أي : نحاس مذاب ، ويقال :