@ 419 @ ( ^ يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة ) * * * * .
قوله تعالى : ( ^ يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث ) ذكر الله تعالى في هذه الآية الدلالة على منكري البعث ، والخطاب للمشركين . .
وقوله : ( ^ إن كنتم في ريب من البعث ) أي : في شك من البعث . .
وقوله : ( ^ فإنا خلقناكم من تراب ) ذكر التراب هاهنا ؛ لأن آدم خلق من تراب ، وهو الأصل . .
وقوله : ( ^ ثم من نطفة ) النطفة هي الماء النازل من الصلب . .
وقوله : ( ^ ثم من علقة ) العلقة هي الدم المتجمد ، وقيل : المنعقد . .
وقوله : ( ^ ثم من مضغة ) المضغة هي قطعة لحم كأنها مضغت . .
وقوله : ( ^ مخلقة وغير مخلقة ) . قال ابن عباس ( ^ مخلقة ) تام الخلق ( ^ وغير مخلقة ) ناقص الخلق ، والقول الثاني : أن المخلقة هو الولد الذي تأتي به المرأة لوقته ، وغير المخلقة هو السقط ، وفي هذا الموضع أخبار : منها ما روى علقمة عن ابن مسعود أنه إذا استقرت النطفة في الرحم أخذها الملك بيده فيقول : أي رب ، مخلقة أو غير مخلقة ؟ فإن قال : غير مخلقة قذفها الرحم دما ، ولم تخلق منها نسمة ، وإن قال : مخلقة ، قال الملك : أشقي أو سعيد ؟ أذكر أو أنثى ؟ ما رزقه ؟ ما عمله ؟ ما أجله ؟ وأين الموضع الذي يقبض فيه ؟ فيقول الله تعالى له : اذهب إلى أم الكتاب ففيه كل ذلك ، فيذهب إلى أم الكتاب فيجد فيه أنه شقي أو سعيد ، ذكر أو أنثى ، فيكتب ذلك ، فيسعى الرجل في عمله ، ويأكل رزقه ، ويمضي في أجله حتى يتوفاه الله تعالى في المكان الذي قدر أين يقبض فيه . .
وقد ورد خبران صحيحان عن النبي في هذا ، أحدهما ما روى الأعمش عن زيد بن وهب عن عبد الله بن مسعود قال : أخبرني الصادق المصدوق أبو القاسم : أن خلق أحدكم يجمع في رحم أمه أربعين يوما نطفة ، ثم أربعين يوما علقة ،