@ 401 @ ( ^ رحمة من عندنا وذكرى للعابدين ( 84 ) وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من ) * * * * جرادا من ذهب ، فجعل يقبضه في ثوبه ويجمع ذلك ، فقيل له : ألا تشبع ؟ فقال : إنه من فضل ربي ، ولا أشبع من فضله . قال الشيخ الإمام : أنا بهذا أبو علي الشافعي قال : أنا ابن فراس قال : أنا الديبلي قال : أنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي قال : أنا سفيان ، عن عمرو . . . الأثر . .
وفي الآية قول آخر : وهو أن معنى قوله : ( ^ وآتيناه أهله ) أي : ثواب أهله ( ^ ومثلهم معهم ) أي : مثل ذلك كأنه ضوعف له الثواب ، وعن عكرمة قال : ' خير أيوب بين أن يرد عليه أهله بأعيانهم ، وبين أن يعطى مثل أهله وأولاده ، فاختار أن يردوا بأعيانهم ومثلهم معهم فأعطي ذلك . .
وقوله : ( ^ رحمة من عندنا ) أي : نعمة من عندنا . .
وقوله : ( ^ وذكرى للعابدين ) أي : وعظا واعتبارا للعابدين . .
قوله تعالى : ( ^ وإسماعيل وإدريس وذا الكفل ) أما إسماعيل وإدريس فقد ذكرناه ، وأما ذو الكفل قال ابن عباس : كان في بني إسرائيل نبي ، وكان مع ذلك ملكا ، فلما حضرته الوفاة جمع بني إسرائيل فقال : من يكفل لي أن يقوم الليل لا يفتر ، وأن يصوم النهار ولا يفطر ، وأن يقضي بالحق ولا يغضب ؟ فقام شاب وقال : أنا أكفل ذلك ، فجعله خليفته ، وقبض ذلك النبي ، وقام بما كفل به فسمي ذا الكفل . قال ابن عباس فيما روي عنه في هذه القصة : إن إبليس اللعين لما رأى ذلك حسده ، فجاء في هيئة شيخ ضعيف نصف النهار ، وكان ذو الكفل يقيل ساعة في نهاره ، فدخل عليه وقال : إن لي غريما ، وهو يمطلني فأحب أن تقوم معي ، وتستوفي حقي منه ، وذكر كلاما كثيرا ، فقام وخرج معه ، فلما خرج معه ساعة اعتذر إليه وقال : إن صاحبي قد هرب ، فرجع ذو الكفل ، وقد ذهب وقت القائلة ، ففعل هكذا ثلاثة أيام ، ولم يره يغضب في شيء من ذلك ، وقد ذهب نومه في الأيام الثلاث ، فقال إبليس له عند ذلك : أنا إبليس ، وقد حسدتك ولم أقدر عليك ، وقد وفيت بما قلت . هذا هو القول المعروف .