@ 398 @ ( ^ وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين ( 83 ) ) * * * * .
قال الفراء والزجاج معنى ذلك : أنا حفظنا الشياطين من أن يفسدوا ما عملوا . وفي القصة : أن سليمان كان إذا بعث شيطانا مع إنسان ليعمل له عملا قال له : إذ فرغ من عمله قبل الليل ، أشغله بعمل آخر ؛ لئلا يفسد ما عمل ، وكان من عادة الشيطان أنه إذا فرغ من العمل ، ولم يشغل بعمل آخر يخرب ما عمل ، ويفسده ، فهذا معنى قوله تعالى : ( ^ وكنا لهم حافظين ) على ما ذكرنا من الفراء والزجاج ، وروي عن ابن عباس أيضا . .
قوله تعالى : ( ^ وأيوب إذ نادى ربه ) أي : دعا ربه . .
وقوله : ( ^ أني مسني الضر ) أي : البلاء والشدة ، وقيل : الجهد . .
وقوله : ( ^ وأنت أرحم الراحمين ) أي : أرحم من يرحم . .
واعلم أن قصة أيوب طويلة ، وذكر في التفسير منها ، وكذا نذكر بعضها ، فروي عن الحسن البصري : أن الله تعالى أعطى أيوب مالا وولدا ، ثم أهلك ماله وولده . وذكر وهب بن منبه وغيره : أنه كان ذلك لتسليط إبليس على ماله وولده ، قال الحسن : فلما بلغه هلاك ماله وولده ، حمد الله حمدا كثيرا وقال : اللهم إنه كان يشغلني مالي وولدي عن عبادتك ، والآن قد فرغ لك سمعي وبصري وقلبي وليلي ونهاري . قال وهب : ثم ابتلاه الله تعالى في جسمه ، وكان إبليس يحسده في كثرة عبادته وكثرة ثناء أهل السماء عليه فقال : يا رب ، لو ابتليته لقصر في عبادتك ، فقال الله تعالى له : سلطتك على جسمه سوى قلبه ولسانه وعقله - هذا قول وهب وغيره ، والله أعلم - ثم ظهر البلاء في جسم أيوب ، واشتد به البلاء غاية الشدة حتى قرح جميع جسده وتدود ، واجتنبه جميع قومه ، وألقي على مزبلة من مزابل بني إسرائيل ، ولم يقربه أحد غير امرأته كانت تتصدق الناس وتطعمه ، واختلفوا في مدة بلائه : فقال ابن عباس : سبع حجج ، وقال وهب : ثلاث أحوال .