@ 379 @ ( ^ وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون ( 34 ) كل نفس ذائقة الموت ) * * * * بهم فلك دون السماء ، ويقال : يدور بهم السماء ، والله أعلم ؛ وإنما ذكر ( ^ يسبحون ) ولم يقل : يسبح على ما يقال لما لا يعقل ؛ لأنه ذكر عنهم ما يذكر من العقلاء ، وهو الجري والسبح ، فذكر على ما يعقل . .
قوله تعالى : ( ^ وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد ) كانوا يقولون : نتربص بمحمد ريب المنون ، فقال تعالى : ( ^ وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد ) يعني : أن الموت طريق معهود مسلوك لا بد منه لكل حي . .
وقوله : ( ^ أفإن مت فهم الخالدون ) معناه : أفهم الخالدون إن مت ؟ وقد روي ' أن النبي لما توفي دخل أبو بكر - رضي الله عنه - ووضع فمه بين عينيه ويده على جانب رأسه ، وقال : يا رسول الله ، طبت حيا وميتا ، ثم قرأ قوله تعالى : ( ^ وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون ) وقد كان عمر يقول : إنه لم يمت ، فلما تلا أبو بكر هذه الآية ، فكأن الناس لم يسمعوا هذه الآية إللا ذلك الوقت ، وأعرضوا عن عمر ( وقوله ) ، وعلموا أنه قد مات ' . .
قوله تعالى : ( ^ كل نفس ذائقة الموت ) قد بينا من قبل . .
وقوله : ( ^ ونبلوكم بالشر والخير ) أي : بالرخاء والشدة ، والصحة والسقم ، وبالإشقاء والإسعاد ، وغير ذلك مما يختلف على الإنسان ، وقيل : بالشر والخير أي : بما يحبون ويكرهون ، ويقال : الشر غلبة الهوى على الإنسان ، والخير العصمة من المعاصي ، قاله سهل بن عبد الله .