@ 360 @ ( ^ ( 119 ) فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى ( 120 ) فأكلا منها فبدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وعصى آدم ربه فغوى ( 121 ) ) * * * * الشمس . فإن قيل : ليست في الجنة شمس ، فكيف يستقيم هذا الكلام ؟ والجواب : أنه مستقيم ؛ لأن أهل الجنة في ظل ممدود ، فلا يصيبهم أذى الشمس مثل ما يصيبهم في الدنيا ، وقيل معناه : لا يصيبك حر يؤذيك ، ولا تضحى : لا تعرق ، والعرب تقول : أضحى فلان إذا بدر للشمس . وفي بعض الآثار : اضح لمن أخدمت له . وقال عمر بن أبي ربيعة المخزومي أبو الخطاب - وولد ليلة مات عمر - رضي الله عنه - : .
( رأت رجلا أما إذا الشمس عارضت % فيضحى وأما بالعشي فيخصر ) .
قوله تعالى : ( ^ فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى ) أي : لا يخلق ولا يفنى ، وقد بينا معنى [ شجرة ] الخلد من قبل . .
قوله تعالى : ( ^ فأكلا منها فبدت لهما سوءاتهما ) أي : عوراتهما . وقال بعض أهل المعاني : بدت عورتهما لهما دون غيرهما ؛ لأن الله تعالى قال : ( ^ فبدت لهما سوءاتهما ) . .
وقوله : ( ^ وطفقا يخصفان ) أي : طلبا . يقال : طفق يفعل كذا ، إذا جعل يفعله . .
وقوله : ( ^ يخصفان ) أي : يلصقان الورق بالورق للباسهما . .
وقوله : ( ^ عليهما من ورق الجنة ) أي : للباسهما . .
وقوله : ( ^ وعصى آدم ربه ) قال ابن قتيبة : يجوز أن يقال : عصى آدم ، ولكن لا يقال : آدم عاص ؛ لأنه إنما يقال : عاص إذا اعتاد فعل المعصية ؛ وهذا كالرجل يخيط ثوبه ، يقال : خاط ثوبه ، ولا يقال : خياط إلا إذا اعتاد الخياطة . .
وأما قوله : ( ^ فغوى ) معناه : ضل وخاب ، والضلال ها هنا بمعنى : أخطأ طريق الحق ، والخيبة : فوات ما طمع فيه من الخلود .