@ 351 @ ( ^ بنؤم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إني خشيت أن تقول فرقت بين بين إسرائيل ولم ترقب قولي ( 94 ) ) * * * * عاتبه موسى في تركه القتال ، يعني : لو كنت أنا مكانك كنت أقاتلهم ، فهلا فعلت مثل ذلك . .
قوله تعالى : ( ^ قال يابن أم ) . قرىء : ' يا بن أم ' بالنصب و ' يابن أم ' بالكسر ، وقد بينا هذا من قبل . .
وقوله : ( ^ لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي ) قال ابن عباس : أخذ رأسه بيمينه ، وأخذ لحيته بيساره ، ويقال : إن المراد من الرأس شعر الرأس ، ويقال : أراد بالرأس الأذن ، فإن قال قائل : هذا تهاون بنبي من أنبياء الله ، فتكون كبيرة من الكبائر ، فكيف وجه فعل هذا من موسى ؟ والجواب عنه : أنه يحتمل أنه لم يكن مثل هذا الفعل تهاونا في عادتهم ، فكان الأخذ باللحية شبه الأخذ بالكف عندهم ، وقال بعضهم : أنه أخذ بلحيته كما يأخذ الإنسان بلحية نفسه عند الغضب فجعله كنفسه ، وقد روي أن عمر - رضي الله عنه - كان إذا غضب جعل يفتل شاربه ، وأولى الأجوبة أن هذا فعل الإنسان بمثله وشكله عند الغضب ، فتكون صغيرة لا كبيرة ، والصغائر جائزة على الأنبياء ، وإنما ذكر هارون ' الأم ' ، ولم يذكر ' الأب ' ، ليرققه على نفسه . .
وقوله : ( ^ إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ) هذا بيان ما رأي من الرأي ، يعني : خشيت أن تقول : جعلتهم أحزابا ، فحزب عبدوا العجل ، وحزب قاتلوا ، وحزب أمسكوا عن القتال ، والتبس عليهم أنه هل يجوز القتال أو لا ؟ ، وحزب أنكروا لم يقاتلون ؟ فكل هذا التفرق كان جائزا لو قاتل هارون . .
وقوله : ( ^ ولم ترقب قولي ) أي : لم تحفظ قولي ، وهذا منصرف إلى قوله : ( ^ واخلفني في قومي وأصلح ) ( وقد بينا أن معنى قوله : ( ^ وأصلح ) ) أي : ارفق ، فرأى أن الرفق أن يكف يده .