@ 350 @ ( ^ ولقد قال لهم هارون من قبل يا قوم إنما فتنتم به وإن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري ( 90 ) قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى ( 91 ) قال يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ( 92 ) ألا تتبعن أفعصيت أمري ( 93 ) قال يا ) * * * * ما هذا ؟ فقال : هو [ شي ] ينفع ولا يضر فادع لي . فقال هارون : اللهم أعطه على ما في نفسه ، فألقى التراب في فم العجل ، وقال : كن عجلا يخور ، فكان كذلك بدعوة هارون . .
وقد قال أهل العلم : إنه ليس من عجل من ذهب يخور بشبهة تقع في أنه إله ومعبود . .
قوله تعالى : ( ^ ولقد قال لهم هارون من قبل يا قوم إنما فتنتم به ) أي : ابتليتم به . .
( ^ وإن ربكم الرحمن ) أي : معبودكم الرحمن ، لا ما اتخذتموه معبودا . .
وقوله : ( ^ فاتبعوني ) أي : اتبعوني في عبادة الله . ( ^ وأطيعوا أمري ) في ترك عبادة العجل . .
قوله تعالى : ( ^ قالوا لن نبرح عليه عاكفين ) أي : لن نزل مقيمين على عبادته ( ^ حتى يرجع إلينا موسى ) . .
قوله تعالى : ( ^ قال يا هارون ) فيه تقدير ، وهو أن موسى رجع ، وقال : يا هارون . .
وقوله : ( ^ ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ألا تتبعن ) لا زائدة ، ومعناه : أن تتبعني . .
وقوله : ( ^ أفعصيت أمري ) أي : خالفت أمري . فإن قال قائل : هل تقولون إن هارون خالف موسى فيما طلب منه ، وأنه داهن عبدة العجل ، ولم يشدد في منعهم عنها ؟ والجواب : أن موسى لم يطلب من هارون إلا أن يخلفه في قومه ، وأن يرفق بهم ، فرأى هارون أن لا يقاتلهم ، وأن الإمساك عن قتالهم أصلح ، ورأى موسى أن يقاتلهم ، ورأى أن القتال أصلح ، فهذا رأي مجتهد خالف رأي مجتهد ، ولا عيب فيه ، وإنما