@ 343 @ ( ^ قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا ( 72 ) إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر والله خير وأبقى ( 73 ) إنه من يأت ربه مجرما فإن له جهنم لا يموت فيها ) * * * * .
وقوله : ( ^ إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا ) أي : ذنوبنا . .
وقوله : ( ^ وما أكرهتنا عليه من السحر ) فإن قيل : كيف يستقيم هذا وقد جاءوا مختارين ، وحلفوا بعزة فرعون أن لهم الغلبة على ما ذكر في موضع آخر ؟ والجواب عنه : أنه روي عن الحسن البصري أنه قال : كان فرعون يجبر قوما على تعلم السحر ؛ لكيلا يذهب أصله ، وكان قد أكرههم في الابتداء على تعلمه ، فأرادوا بذلك . .
وقوله : ( ^ والله خير وأبقى ) قال محمد بن كعب معناه : والله خير ثوابا إن أطيع ، وأبقى عقابا إن عصي . يقال : إن أمر السلطان إكراه ؛ فلهذا قالوا : وما أكرهتنا عليه من السحر ، لما سجدوا أراهم الله تعالى مواضعهم في الجنة ، وما أعد لهم من الثواب والكرامة ، فلما رفعوا رءوسهم وقد [ رأوا ] قالوا ما قالوا . .
وعن عكرمة : أصبحوا وهم سحرة ، وأمسوا وهم شهداء . .
وروي أن الحسن كان إذا بلغ إلى هذه الآية قال : عجبا لقوم كافرين سحرة من أشد الناس كفرا ، رسخ الإيمان في قلوبهم حين قالوا ما قالوا ، ولم يبالوا بعذاب فرعون ، وترى الرجل من هؤلاء يصحب الإيمان ستين سنة ، ثم يبيعه بثمن يسير . .
وفي القصة : أن امرأة فرعون كانت تستخبر في ذلك اليوم لمن الغلبة ، فلما أخبرت أن الغلبة كانت لموسى ، أظهرت الإيمان لله ، فذكر ذلك لفرعون ، فبعث قوما ، وقال : انظروا إلى أعظم صخرة ، فإن أصرت على قولها ، فألقوا عليها الصخرة ، فأراها الله تعالى موضعها من الجنة ، وقبض روحها ، فجاءوا وألقوا الصخرة على جسد ميت . .
قوله تعالى : ( ^ إنه من يأت ربه مجرما ) قال بعضهم : هذا من قول السحرة ، وقال بعضهم : هو ابتداء كلام من الله تعالى . قوله : ( ^ مجرما ) أي : مشركا . .
وقوله : ( ^ فإن له نار جهنم لا يموت فيها ولا يحيى ) أي : لا يحيا حياة ينتفع بها ،