@ 313 @ ( ^ عليهم ضدا ( 82 ) ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا ( 83 ) فلا تعجل عليهم إنما نعد لهم عدا ( 84 ) * * * * يجحدون عبادتهم ، والقول الآخر : أن المشركين ينكرون عبادة الأصنام والملائكة . .
فإن قيل : ما عرف في المشركين أحد كان يعبد الملائكة ؟ قلنا : ليس كذلك ، فإنه كان بطن من العرب يسمون : بني المليح ، كانوا يعبدون الملائكة . .
وقوله : ( ^ ويكونون عليهم ضدا ) أي : بلاء . وقيل : أعداء . .
قوله تعالى : ( ^ ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين ) فإن قيل : أتقولون : إن الشياطين مرسلون ، والله قال : ( ^ وسلام على المرسلين ) فإذا كانوا مرسلين وجب أن يدخلوا في جملتهم ؟ والجواب عنه : أنه ليس معنى الإرسال هاهنا هو الإرسال الذي يؤجد في الأنبياء ، ولكن معنى الإرسال هاهنا أحد الشيئين : إما التخلية بينهم وبين الكفار ، وإما التسليط على الكفار . .
وقوله : ( ^ تؤزهم أزا ) قال ابن عباس : تزعجهم إزعاجا ، كأنه يحركهم ويحثهم ويقول : اقدموا على الكفر . والهز والأز : هو التحريك ، وفي الخبر : ' أن النبي كان يصلي ، وبجوفه أزيز كأزيز المرجل ' أي : حركة . .
قوله تعالى : ( ^ فلا تعجل عليهم ) يعني : لا تعجل بطلب عقوبتهم . .
وقوله : ( ^ إنما نعد لهم عدا ) قال الكلبي : هو عد الأيام . وقال غيره : عد الساعات . .
وعن الحسن : عد الأنفاس . وقيل لبعض الصالحين : إنما أيامك أنفاس معدودة ، فقال : من صحة العدد أخاف . .
وروى الأصمعي عن أبيه أنه قال : رأيت رجلا على باب البصرة أيام الطاعون يعد