@ 303 @ ( ^ لا يسمعون فيها لغوا إلا سلاما ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا ( 62 ) تلك الجنة التي ) * * * * وصل إلي الخير : .
ويقال معنى قوله : ( ' آتيا ' أي : ' مأتيا ' ) مفعول بمعنى الفاعل . .
قوله تعالى : ( ^ لا يسمعون فيها لغوا إلا سلاما ) .
الغغو : هو الفاسد من الكلام ، وما لا معنى له ، وقيل : هو الهذر من القول ، وقيل : القبيح منه ، وقيل : هو الحلف الكاذبة . .
وقوله : ( ^ إلا سلاما ) . معناه : لكن يسمعون سلاما . فإن قيل : أيجوز استثناء السلام من اللغو ؛ وهو ليس من جنسه ؟ قلنا : هو استثناء منقطع كما بينا . وذكر الأزهري أن تقديره : لا يسمعون فيها لغوا ، لا يسمعون إلا سلاما . وأما السلام فهو تسليم بعضهم على بعض ، وقيل : تسليم الله عليهم . ويقال : هو قول يسلمون منه . والسلام اسم لكلام جامع للخيارت ، ومنهم من قال : هو اسم لكلام يتصل به السلامة . .
وقوله : ( ^ ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا ) فإن قيل : ما معنى قوله : ( ^ بكرة وعشيا ) ، وليس في الجنة ليل ولا نهار ؟ ! والجواب عنه أن معناه : بكرة وعشياء أي : على مقادير البكر والعشايا . .
ويقال : إنه يعرف وقت النهار برفع الحجب وفتح الأبواب ، ووقت الليل بإسبال الحجب وغلق الأبواب . .
والقول الثاني : أن معنى قوله : ( ^ بكرة وعشيا ) أي : لهم فيها رفاهة العيش ؛ الرزق الواسع من غير تضييق ولا تقتير . .
وكان الحسن البصري إذا قرأ هذه الآية قال : لقد علمت العرب أن أرفه العيش هو الرزق بالبكرة والعشية ، ولا يعرفون من الرفاهية فوق هذا .