@ 291 @ ( ^ ( 32 ) والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا ( 33 ) ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون ( 34 ) ما كان لله أن يتخذ من ولد سبحانه إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون ( 35 ) ) * * * * .
وقوله : ( ^ ولم يجعلني جبارا شقيا ) الجبار : المتكبر ، والشقي هو الذي يعصي الله ، ويقال : الجبار هو الذي يقتل ، ويضرب على الغضب ، وهذا قول معروف ، ويقال : الجبار هو الذي يظلم الناس ، والشقي هو الذي يذنب ، ولا يتوب من الذنب . .
قوله تعالى : ( ^ والسلام علي يوم ولدت ) معناه : التحية والحفظ من الله لي يوم ولدت ( ^ ويوم أموت ويوم أبعث حيا ) وقال بعضهم : السلام بمعنى السلامة عند الولادة ، هو السلامة من طعن الشيطان وهمزه ، والسلامة عند الموت هو من الشرك ، فإن أكثر الشرك يكون عند الموت ، والسلامة يوم القيامة من الأهوال . .
وقيل : السلامة عند الموت من ضغطة القبر ، وقيل : سلامة عند الموت بالوصول إلى السعادة . .
قوله تعالى : ( ^ ذلك عيسى ابن مريم ) يعني : هذا عيسى ابن مريم ( ^ قول الحق الذي فيه يمترون ) . يعني : هذا القول هو القول الحق ، وقوله ( ^ الذي فيه يمترون ) أي : يختلفون . .
قوله تعالى : ( ^ ما كان لله أن يتخذ من ولد ) معناه : ما يصلح لله ، وما ينبغي أن يتخذ من ولد . فإن قيل : هلا قال ولدا ؟ قلنا : قال من ولد للمبالغة ؛ فإن الرجل قد يقول : ما اتخذ فلان فرسا يريد العدد ، وإن كان قد اتخذ واحدا . فإذا قال : ما اتخذ فلان من فرس ، يكون ذلك نفيا للواحد والعدد . وقد بينا أن الولد يكون من جنس الوالد ، والله لا جنس له . .
وقوله سبحانه : ( ^ إذا قضى أمرا ) قد بينا معنى القضاء . .
وقوله : ( ^ فإنما يقول له كن فيكون ) قد ذكرنا أيضا .