@ 290 @ ( ^ ( 29 ) قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا ( 30 ) وجعلني مباركا أين ما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا ( 31 ) وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا ) * * * * .
وقوله : ( ^ آتاني الكتاب ) . أي : الإنجيل . والأكثرون على أنه أوتي الإنجيل وهو صغير طفل ؛ إلا أنهم قالوا : كان يعقل عقل الرجال . هذا قول الحسن وغيره من السلف ، وعن الحسن أنه قال : جعل نبيا ، وأوتي الإنجيل ، وهو في بطن أمه . .
وقال بعضهم : ( ^ آتاني الكتاب ) أي : سيؤتيني الكتاب ، ويجعلني نبيا إذا صرت رجلا . والصحيح هو الأول . وقال بعضهم : كان في ذلك الوقت على وصف آدم في العقل والعلم دون القامة والجثة . .
وعن سعيد بن جبير قال : أسلمته أمه إلى المعلم ، فقال المعلم : قل بسم . فقال : الله . فقال : قل : الرحمن . قال : الرحيم . فجعل كلما ذكر اسما ذكر هو الذي يليه ، فقال المعلم : هذا أعلم مني ، ثم جعل يخبر الصبيان بما خبأت أمهاتهم في البيوت ، فجعل الصبيان يرجعون إلى بيوتهم ويأخذونها ، فضجت الأمهات من ذلك . .
فقوله : ( ^ وجعلني مباركا ) أي : نفاعا معلما للخير ، وقال الضحاك : قضاء للحوائج . .
وقال الثوري : آمرا بالمعروف وناهيا عن المنكر . .
وقوله : ( ^ أينما كنت ) أي : حيث كنت . .
وقوله : ( ^ وأوصاني بالصلاة والزكاة ) أي : أمرني بالصلاة والزكاة . فإن قيل : لم يكن لعيسى مال ، فكيف يؤمر بالزكاة ؟ والجواب : أن معناه أمرني بالزكاة لو كان لي مال ، وقيل : أمرني بالزكاة أي : بالطهارة من الذنوب ، ويقال : بالاستكثار من الخير . .
وقوله : ( ^ مادمت حيا ) أي : ما حييت . .
قوله تعالى : ( ^ وبرا بوالدتي ) أي : رءوفا وعطوفا بوالدتي .