@ 264 @ ( ^ فمن أوتي كتابه بيمينه فأولئك يقرءون كتابهم ولا يظلمون فتيلا ( 71 ) ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا ( 72 ) وإن كادوا ليفتنونك عن ) * * * * .
وقوله تعالى : ( ^ فمن أوتي كتابه بيمينه فأولئك يقرءون كتابهم ) والكتاب : هو صحيفة الحسنات والسيئات . .
وقوله : ( ^ ولا يظلمون فتيلا ) أي : لا ينقص من حقهم بقدر الفتيل . .
والفتيل : هو الذي في شق النواة ، وقيل : ما فتل بين الأصابع . .
قوله تعالى : ( ^ ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا ) ليس العمى هاهنا هو عمى البصر ؛ لأن الناس يحشرون بأتم خلق مصححة الأجساد لخلود الأبد . وفي الخبر عن النبي قال : ' تحشرون يوم القيامة حفاة عراة غرلا بهما ' وقوله : بهما : أي : مصححة الأجساد للخلود . فعلى هذا معنى قوله : ( ^ ومن كان في هذه أعمى ) أي : أعمى القلب عن رؤية [ الحق ] ( ^ فهو في الآخرة أعمى ) أي : أشد عمى . .
وقيل معناه : من كان في هذه الدنيا بعيدا عن الحق ، فهو في الآخرة أبعد ، وقيل : من كان في هذه الدنيا أعمى من الاعتبار ، فهو في الآخرة أعمى عن الاعتذار . .
وقوله : ( ^ وأضل سبيلا ) أي : أخطأ طريقا . .
قوله تعالى : ( ^ وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك ) معناه : ليصرفونك عن الذي أوحينا إليك . وسبب نزول الآية أن المشركين قالوا للنبي : اطرد هؤلاء الفقراء عنك حتى نجلس معك ونسلم ؛ فهم أن يفعل ثم يدعوهم من بعد ، فأنزل الله تعالى هذه الآية . وعن سعيد بن جبير ومجاهد أنهما قالا : طلبوا من النبي أن يمس آلهتهم حتى يسلموا ويتبعوه ، فقال النبي في نفسه : وما علي أن أفعل ذلك إذا علم الله مني أني كاره له ، وكان ذلك خاطر قلب ، ولم يكن عزما - فأنزل