@ 263 @ ( ^ على كثير ممن خلقنا تفضيلا ( 70 ) يوم ندعو كل أناس بإمامهم ) * * * * .
( ^ وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ) قال أبو النضر محمد بن السائب الكلبي : على كل الخلق سوى طائفة من الملائكة منهم جبريل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل ، وفي تفضيل البشر على الملائكة أو الملائكة على البشر كلام كثير ليس هذا موضعه . وظاهر الآية أنه فضلهم على كثير من خلقه لا على الكل ، ويجوز أن يذكر الأكثر ، ويراد به الكل ، والأولى أن يقال : إن البشر أفضل من الملائكة على تفصيل معلوم ، وهو أن عوام المؤمنين الأتقياء أفضل من عوام الملائكة ، وخواص المؤمنين أفضل من خواص الملائكة . وقد قال الله تعالى : ( ^ إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية ) والبرية كل من خلق الله على العموم . .
وقوله تعالى : ( ^ يوم ندعو كل أناس بإمامهم ) فيه أقوال : أحدها : بنبيهم ، والآخر : بكتابهم ، والثالث : بأعمالهم ، وعن ابن عباس : إمام هدى وإمام ضلالة ، وعن سعيد بن المسيب : كل قوم يجتمعون إلى رئيسهم في الخير والشر . وفي الخبر : ينادى يوم القيامة : قوموا يا متبعي موسى ، يا متبعي عيسى ، يا متبعي محمد ، يا متبعي شيطان ، يا متبعي كذا وكذا . .
وفي جامع [ أبي ] عيسى الترمذي في هذه الآية : ' أن النبي قال : يعطى المؤمن كتابه بيمينه ، ويمد في جسمه ستون ذراعا ، ويبيض وجهه ، ويوضع على رأسه تاج من لؤلؤ ، فيقبل إلى أصحابه ، ويقول لهم : أبشروا ؛ فلكل رجل منكم مثل هذا . وأما الكافر فيعطى كتابه بشماله ، ويمد في جسمه ستون ذراعا ، ويسود وجهه ، ويوضع على رأسه تاج من نار ، فيقبل ( إلى ) أصحابه ويقول لهم : أبشروا ؛ فلكل رجل منكم مثل هذا ' .