@ 260 @ ( ^ إن عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا ( 65 ) ) * * * * إلى آخر الآية . فقال آدم : يا رب ، أنت سلطت إبليس علي وعلى ذريتي ، وإني لا أستطيعه إلا بك فمالي ، فقال : لا يولد لك ولد إلا وكلت به من يحفظونه ، فقال : زدني ، فقال : الحسنة بعشر أمثالها ، والسيئة بمثلها ، فقال : زدني . فقال : التوبة معروضة مادام الروح في الجسد ، فقال : زدني ، فقال : ( ^ يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم . . . ) الآية ' . وفي هذا الخبر ' أن إبليس قال : يا رب ، بعثت أنبياء ، وأنزلت كتبا ، فما قرآني ؟ قال : الشعر . قال : فما كتابي ؟ قال : الوشم . قال : فما طعامي ؟ قال : كل طعام ما لم يذكر عليه اسم الله . قال : فما شرابي ؟ قال : كل مسكر . قال : فما حبائلي ؟ قال : النساء . قال : فما آذاني ؟ قال المزمار . قال : فما بيتي ؟ قال : الحمام . قال : فما منتصبي ؟ قال : السوق ' . والخبر غريب جدا ، والله أعلم . .
فإن قال قائل : كيف يأمر الله تعالى بهذه الأشياء ، وهو يقول : ( ^ إن الله لا يأمر بالفحشاء ) والجواب : أن هذا أمر تهديد ووعيد ، وهو مثل قوله تعالى : ( ^ اعملوا ما شئتم ) وكالرجل يقول لغيره : افعل ما شئت فسترى ، ومثل هذا يكثر . .
قوله تعالى : ( ^ إن عبادي ليس لك عليهم سلطان ) قد بينا ، وقد قيل إن معناه : ليس لك عليهم سلطان في أن تحملهم على ذنب لا أقبل توبتهم منه . .
وقوله : ( ^ وكفى بربك وكيلا ) أي : حافظا ، أو من يوكل إليه الأمر .