@ 254 @ ( ^ الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا ( 60 ) ) * * * * .
وقوله : ( ^ وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس ) الأكثرون أن هذه الرؤيا هي ليلة المعراج ، قاله ابن عباس ، ومجاهد ، وقتادة ، والحسن ، وسعيد بن جبير ، والضحاك ، وغيرهم . .
فإن قال قائل : ليلة المعراج كانت رؤية عين لا رؤيا نوم ؟ والجواب : أنه قد صح عن عبد الله بن عباس أنه قال في هذه الآية : هي رؤيا عين ، أسرى بالنبي تلك الليلة . .
( ^ والشجرة الملعونة ) هي شجرة الزقوم . .
قال الشيخ الإمام الأجل أبو المظفر منصور بن محمد السمعاني : أخبرنا أبو علي الشافعي بمكة قال : أنا أبو الحسن بن فراس ، قال : أنا أبو جعفر الديبلي ، قال : أنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس ، ذكره البخاري في صحيحه . .
وأما ذكر الرؤيا بمعنى الرؤية هاهنا يجوز ؛ لأنهما أخذا من معنى واحد . ومنهم من قال : كان له معراجان : معراج رؤية ، ومعراج رؤيا . .
وأما معنى الفتنة على هذا القول : أن قوما من الذين آمنوا ارتدوا حين سمعوا عن النبي هذا ، وفي أصل الآية قول آخر : ( وهو ) أن الرؤيا المذكورة في الآية هي ' أن النبي رأى في النوم أنه قد دخل مكة ، فاستعجل ، وسار إلى مكة عام الحديبية محرما بالعمرة ، وذكر الصحابة أنه رأى هذه الرؤيا ، فلما صد عن مكة حتى احتاج إلى الرجوع افتتن بذلك قوم .