@ 189 @ ( ^ يملك لهم رزقا من السموات والأرض شيئا ولا يستطيعون ( 73 ) فلا تضربوا لله الأمثال إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون ( 74 ) ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شيء ومن ) * * * * يكفرون ) يعني : بالإسلام هم يكفرون ، وقيل : بمحمدهم يكفرون . .
وقوله تعالى : ( ^ ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقا من السموات والأرض شيئا ولا يستطيعون ) المراد من الآية ذكر عجز الأصنام عن إيصال نفع أو دفع ضر . وقوله : ( ^ فلا تضربوا لله الأمثال ) أي : الأشباه ، ومعناه : فلا تجعلوا لله شبها . ولا مثلا ؛ فإنه لا شبه له ، ولا مثل له . وقوله : ( ^ إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون ) ظاهر المعنى . .
قوله تعالى : ( ^ ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شيء ومن رزقناه منا رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا ) قال مجاهد والضحاك : ضرب المثل لنفسه وللصنم الذي عبد من دونه ، فقوله : ( ^ عبدا مملوكا ) أراد به الصنم . وقوله : ( ^ ومن رزقناه منا رزقا حسنا ) ضرب مثلا لنفسه على معنى أنه الجواد الرازق الذي يعطي من حيث يعلمه العبد ومن حيث لا يعلمه . .
وقال قتادة - وهو القول الثاني - هو ضرب مثلا للكافر والمؤمن ، فقوله : ( ^ عبدا مملوكا ) أراد به الكافر ، وقوله : ( ^ ومن رزقناه منا رزقا حسنا ) أراد به المؤمن ، وقيل : إن القول الأول أليق بظاهر الآية ؛ لأنه إنما سبق ذكر الأصنام ، ( وتأخر ذكر الأصنام ) . .
ومن نصر القول الثاني استدل على صحته بقوله : ( ^ عبدا مملوكا ) والصنم لا يسمى عبدا ، وفي بعض الروايات عن ابن عباس أن الآية في رجلين بأعيانهما : أما الذي رزقه الله رزقا حسنا ، فهو ينفق منه سرا وجهرا ، هو عمرو بن هشام ، وأما [ العبد ] المملوك فهو هو مولاه أبو الجواب ، وكان يأمره بالإيمان ويمتنع ، أورده