@ 187 @ ( ^ ( 69 ) والله خلقكم ثم يتوفاكم ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكي لا يعلم بعد علم شيئا إن الله عليم قدير ( 70 ) والله فضل بعضكم على بعض في الرزق فما الذين فضلوا ) * * * * دراهم من مهرها وليشتر بها عسلا ، وليخلطه بماء المطر وليشربه ؛ فإن فيه شفاء . .
وكان ابن عمر إذا أصابه وجع طلى على موضع الوجع بالعسل حتى الدمل : وعن أبي حرة أنه كان يكتحل بالعسل . وقوله : ( ^ إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون ) أي : يتدبرون . .
قوله تعالى : ( ^ والله خلقكم ثم يتوفاكم ومنكم من يرد إلى أرذل العمر ) يعني : الهرم ، وعن علي - رضي الله عنه - أنه قال : إنه خمس وسبعون سنة ، وقيل : ثمانون سنة ، حكاه قطرب . وقيل : تسعون سنة ، وعن عكرمة قال : من قرأ القرآن لم يرد إلى أرذل العمر ، ومعناه : أنه لا يذهب عقله ولا يخرف ، وقيل : إن الرد إلى أرذل العمر للكافرين ؛ فإن الله تعالى قال : ( ^ ثم رددناه أسفل سافلين إلا الذين آمنوا ) . .
وقوله : ( ^ لكيلا يعلم بعد علم شيئا ) يعني : ينتقص علمه وعقله ، وهذا دليل على أنه قد يذكر الشيء ، ويراد به الأغلب ، فإنه إذا رد إلى أرذل العمر لا يذهب جميع علمه إذا ، وإنما يذهب أكثر علمه . وقوله : ( ^ إن الله عليم قدير ) ظاهر المعنى . .
قوله تعالى : ( ^ والله فضل بعضكم على بعض في الرزق ) معناه : بسط لهذا وضيق على هذا ، وأكثر لهذا وقلل . .
وقوله : ( ^ فما الذين فضلوا برادي رزقهم على ما ملكت أيمانهم ) في الآية رد على المشركين في اتخاذهم الأصنام آلهة مع الله ، ومعنى الآية : أن الأحرار المالكين منكم لا تسخو أنفسهم بدفع أموالهم إلى عبيدهم ليشاركوهم في الملك ، فيكونوا وهم سواء ؛ فإذا لم ترضوا هذا لأنفسكم ؛ فأولى أن تنزهوا ربكم عنه ، ونظير هذا ما ذكر في سورة الروم : ( ^ ضرب لكم مثلا من أنفسكم ) إلى قوله : ( ^ فأنتم فيه سواء ) .