@ 181 @ ( ^ ساء ما يحكمون ( 59 ) للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء ولله المثل الأعلى وهو العزيز الحكيم ( 60 ) ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة ولكن ) * * * * .
وقوله : ( ^ ألا ساء ما يحكمون ) أي : بئس ما يحكمون ، وحكمهم : وأد البنات وترك البنين . .
قوله تعالى : ( ^ للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء ) أي : صفة السوء ، وقيل : عاقبة السوء . وقوله : ( ^ ولله المثل الأعلى ) أي : الصفة العليا ، وذلك مثل قولهم : عالم وقادر ورازق وحي ، وغير هذا . .
وقال مجاهد : ' ولله المثل الأعلى ' شهادة أن لا إله إلا الله ، فإن قيل : قد قال في موضع آخر : ( ^ فلا تضربوا لله الأمثال ) وقال هاهنا : ( ^ ولله المثل الأعلى ) فكيف وجه الجمع ؟ والجواب أن معنى قوله : ( ^ فلا تضربوا لله الأمثال ) أي : الأمثال التي هي الأشباه فإن الله تعالى لا شبه له ، وأما قوله : ( ^ ولله المثل الأعلى ) أي : الصفة العليا ، وهذا جائز لكل أحد أن يقوله ، بل واجب . وقوله : ( ^ وهو العزيز الحكيم ) قد بينا . .
قوله تعالى : ( ^ ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ) أي : بكفرهم . وقوله : ( ^ ما ترك عليها من دابة ) روي عن عبد الله بن مسعود أنه قال : إن الجعل في جحره يعذب بذنب بني آدم ، وعن أبي هريرة أنه سمع رجلا يقول : إن الظالم لا يضر إلا نفسه ، فقال له : بئسما قلت ، إن الحبارى تموت هزلا من ظلم الظالم . .
وقال بعض أهل المعاني معنى الآية : لو أخذ الظالمين فأهلك الآباء انقطع النسل ، ولم يوجد الأبناء فيهلك من في الأرض .