@ 180 @ ( ^ سبحانه ولهم ما يشتهون ( 57 ) وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم ( 58 ) يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ) * * * * وإن بشر بالأنثى تغير واستخفى وربما يئدها ؛ فهذا معنى قوله : ( ^ يتوارى من القوم من سوء ما بشر به ) يعني : من كراهة ما بشر به . .
وأما قوله : ( ^ ظل وجهه مسودا وهو كظيم ) معناه : تغير وجهه من الغم ، تقول العرب : اسود وجه فلان ، إذا تغير بما أصابه من الغم . .
وقوله : ( ^ وهو كظيم ) أي : ممتلىء حزنا ، وقال ابن عباس : حزين ، وقال غيره : امتلأ حزنا ، فهو يكظمه ، أي : يمسكه ولا يظهره . .
وأما قوله : ( ^ أيمسكه على هون ) قرأ الجحدري : ' على هوان ' ، وقال الكسائي : الهون والهوان بمعنى واحد ، وقالت الخنساء شعرا : .
( نهين النفوس ووهن النفوس % ليوم الكريهة أبقى لها ) .
وقرأ عيسى بن عمر : ' أم يدسها في التراب ' ويلزمه على هذه القراءة أن يقرأ : ' أيمسكها ' ، وأما على القراءة المعروفة فإنها تنصرف إلى لفظة ' ما ' وما بمعنى الذي . .
وقوله : ( أم يدسه في التراب ) أي : يدفنه حيا ، وعن قتادة قال : رب أنثى خير لأهلها من غلام ، وفي بعض الأخبار عن النبي أنه قال : ' ما وضعت امرأة بنتا إلا وضع الملك يده على رأسها وقال : ضعيفة خرجت من ضعيفة ، المنفق عليها معان إلى يوم القيامة ' .