@ 131 @ ( ^ وإنا له لحافظون ( 9 ) ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأولين ( 10 ) وما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزءون ( 11 ) كذلك نسلكه في قلوب المجرمين ( 12 ) لا ) * * * * الملائكة عيانا ، فأجابهم الله تعالى بهذا ، ومعناه : أنهم لو نزلوا عيانا زال الإمهال عن الكفار وعذبوا في الحال . .
قوله تعالى : ( ^ إنا نحن نزلنا الذكر ) يعني : القرآن ( ^ وإنا له لحافظون ) فيه قولان : أحدهما : أنا نحفظ محمدا ، والآخر : أنا نحفظ القرآن ، وهو الأليق بظاهر اللفظ ، ومعنى حفظ القرآن أنه يمنع من الزيادة فيه أو النقصان عنه ، قال الله تعالى ( ^ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ) والباطل هو إبليس ، ومعناه : أن إبليس لا يقدر أن يزيد فيه ما ليس منه ، ولا أن ينقص عنه ما هو منه . .
قوله تعالى : ( ^ ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأولين ) الشيعة : هم القوم المجتمعة المتفقة كلمتهم ، ومعناه هاهنا : في أمم الأولين . .
وقوله : ( ^ وما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون ) هذا تسلية للنبي ، ومعناه : أنهم كما استهزءوا بك فقد استهزىء بالأنبياء من قبلك . .
وقوله تعالى : ( ^ كذلك نسلكه في قلوب المجرمين ) قال الحسن : كذلك نسلك الشرك في قلوب المجرمين ، ونسلك ، أي : ندخل ، وقال مجاهد : نسلك التكذيب ، ومعنى كاف التشبيه ، أي : كما فعلنا بالكفار من قبل هؤلاء ، كذلك نفعل بهؤلاء الكفار . وقد قال بعضهم : إن معنى قوله : ( ^ كذلك نسلكه ) أي : نسلك القرآن ، ومعناه : أنه لما أعطاهم ما يفهمون به القرآن ، فكأنه سلك القرآن في قلوبهم . والمنقول عن السلف هو القول الأول ، وهو رد على القدرية صريحا . .
وقوله : ( ^ لا يؤمنون به ) يعني بالنبي والقرآن . ( ^ وقد خلت سنة الأولين ) أي : مضت سنة الأولين ، وسنة الأولين : هو الإهلاك عند تكذيب الأنبياء .