@ 82 @ ( ^ حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال ( 11 ) هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا وينشىء السحاب الثقال ( 12 ) ويسبح الرعد ) * * * * .
وروي عمرو بن أبي جندب : كنا عند سعيد بن قيس الهمداني ، فجاء علي يتوكأ على عنزة له ، فقلنا له : يا أمير المؤمنين ، أما تخاف أن يغتالك أحد ؟ فقال : إن الله تعالى قد وكل بابن آدم ملائكة يحفظونه ، فإذا جاء القدر خلوا بينه وبينه . .
وفي قوله : ( ^ من أمر الله ) قول آخر ، وهو أنه على المعنى التقديم والتأخير ، وكأن الله تعالى قال : له معقبات من أمره يحفظونه من بين يديه ومن خلفه وقيل : من أمر الله : مما أمر الله به من الحفظ عنه . وعن ابن عباس أنه قرأ : ' له معقبات من بين يديه ورقباء من خلفه ' . وقرى في الشاذ : ' له معاقيب من بين يديه ومن خلفه ' . .
وقوله : ( ^ إن الله لا يغير ما بقوم ) معناه : لا يغير شيئا بقوم من النعمة ( ^ حتى يغيروا ما بأنفسهم ) بالمعصية . .
وقوله : ( ^ وإذا أراد الله بقوم سوءا ) في الآية رد على القدرية صريحا ، ومعناه : بلاء وعذابا ( ^ فلا مرد له ) أي : لا راد له . ( ^ وما لهم من دونه من وال ) أي : من ولي يمنعهم وينصرهم ، قال الشاعر : .
( ما في السماء سوى الرحمن من وال % ) .
قوله تعالى : ( ^ هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا ) البرق : نور مضىء شبه عمود من نار من اتقاد السحاب ، والتفسير المعروف عن السلف أن البرق مخاريق بأيدي الملائكة من نار يسوقون بها السحاب إلى حيث شاء الله تعالى . .
وقوله ( ^ خوفا وطمعا ) فيه أقوال : أحدها أن الخوف من الصاعقة ، والطمع في نفع المطر . .
والثاني : أن الخوف للمسافر ، فإن عادة المسافر أن يتأذى بالمطر ، والطمع للمقيم ، لأن المقيم يرجو الخصب بالمطر .