@ 72 @ ( ^ اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين ( 108 ) وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم ولدار الآخرة خير للذين اتقوا أفلا تعقلون ( 109 ) حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم ) * * * * .
قوله تعالى : ( ^ قل هذه سبيلي أدعو إلى الله ) أي : طريقي ، والسبيل يذكر ويؤنث ، قال الشاعر : .
( تمنى رجال أن أموت وإن مت % فتلك سبيل لست فيها بأوحد ) .
وقوله : ( ^ على بصيرة ) أي : على ( يقين ) ، والبصيرة هي المعرفة التي يميز بها بين الحق والباطل . وقوله : ( ^ أنا ومن اتبعني ) معناه : أدعو إلى الله أنا ، ومن اتبعني يدعون أيضا إلى الله ، وقال بعضهم : تم الكلام عند قوله ( ^ أدعو إلى الله ) ثم استأنف وقال : ( ^ على بصيرة أنا ومن اتبعني ) . وقوله : ( ^ وسبحان الله وما أنا من المشركين ) يعني أقول : سبحان الله ، وما أنا من المشركين . .
قوله تعالى : ( ^ وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى ) قال الحسن البصري : لم يبعث الله نبيا من بدو ، وإنما بعث الله الأنبياء من الأمصار والقرى . وقال أيضا : لم يبعث الله نبيا من الجن ولا من النساء ، وقيل : لم يبعث الله نبيا من البادية لغلظهم وجفائهم ، وأما أهل الأمصار فهم [ أحن ] قلوبا وأذكى وأفطن في الأمور ؛ فلهذا بعث الله الأنبياء منهم . وقوله : ( ^ أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم ) ظاهر المعنى . .
وقوله : ( ^ ولدار الآخرة ) معناه : والحال في الدار الآخرة ، وللإنسان حالان : الحال الأولى ، والحال الآخرة ، وقيل : ' ولدار الآخرة ' هذا إضافة الشيء إلى نفسه كقولهم : ( ^ خير للذين اتقوا ) يوم الخميس ، ويوم الجمعة ، قال الشاعر : .
( أتمدح فقعسا وتذم عبسا ؟ ! % ألا لله أمك من هجين ! ! ) .
( ولو فزت عليك ديار عبس % عرفت الذل عرفان اليقين )