@ 71 @ ( ^ وكأين من آية في السموات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون ( 105 ) وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون ( 106 ) أفأمنوا أن تأتيهم غاشية من عذاب الله أو تأتيهم الساعة بغتة وهم لا يشعرون ( 107 ) قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن ) * * * * من آيات السماء ، وأما آيات الأرض معلومة أيضا [ وهي ] : شجرها ونباتها وجميع ما فيها وما يخرج منها . وقوله : ( ^ يمرون عليها وهم عنها معرضون ) معناه : أنهم يعرضون عنها مع مشاهدتها ولا يستدلون بها على وحدانية الله . .
قوله تعالى : ( ^ وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون ) فإن قيل : كيف يجوز اجتماع الإيمان مع الشرك في الواحد ؟ الجواب من وجوه : أحدها : أن معناه ( ^ وما يؤمن أكثرهم بالله ) أي : وما يقر أكثرهم بالله إلا وهم مشركون بقلوبهم وضمائرهم . .
والثاني : أن مشركي مكة كانوا إذا قيل لهم : من خلقكم ؟ قالوا : الله ، وإذا قيل لهم : من يرزقكم ؟ قالوا : الله ، وإذا قيل لهم : من خلق السموات والأرض ؟ قالوا : الله ثم مع ذلك يعبدون الأصنام ، وبعضهم يقولون : إن الملائكة بنات الله ، وبعضهم يقول : الأصنام شفعاؤنا عند الله ، فالقول الأول : هو الإيمان ، [ وليس ] المراد من الإيمان هو حقيقة الإيمان الذي يصير به الإنسان مؤمنا ، وإنما المراد ما بينا . .
والقول الثالث : أن معنى شركهم هو شركهم في التلبية ، فإنهم كانوا يقولون : لبيك اللهم لبيك ، لا شريك لك إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك . .
قوله تعالى : ( ^ أفأمنوا أن تأتيهم غاشية من عذاب الله ) قيل : قطعة من عذاب الله ، وقيل : عقوبة محللة من عذاب الله . وقوله : ( ^ أو تأتيهم الساعة بغتة ) أي : فجأة ، والبغتة : وقوع الشيء من غير توقع سابق . قال الشاعر : .
( ولكنهم باتوا ولم أدر بغتة % وأفظع شيء حين يفجؤك البغت ) .
وقوله : ( ^ وهم لا يشعرون ) أي : لا يعلمون