@ 67 @ ( ^ قد جعلها ربي حقا وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو من بعد ) * * * * بذكر العرش أهل العرش من الملائكة ، والله أعلم . .
وقوله : ( ^ وخروا له سجدا ) معناه : وقعوا له ساجدين ، واختلفوا في هذه السجدة فالأكثرون أنهم سجدوا له ، [ و ] كانت السجدة سجدة المحبة لا سجدة العبادة ، وهو مثل سجود الملائكة لآدم - عليه السلام - قال أهل العلم : وكان ذلك جائز في الأمم السالفة ، ثم إن الله تعالى نسخ ذلك في هذه الشريعة وأبدل بالسلام ، وقال بعضهم : أنهم سجدوا لله لا ليوسف ، وإنما خروا له سجدا ؛ لأنه كان قدامهم فحصل سجودهم إليه كما يسجد إلى المحراب والجدار ، والصحيح هو الأول ، هكذا قاله أهل العلم ، والدليل عليه أنه كان في رؤياه : ( ^ إني رأت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين ) ، فالشمس والقمر أبواه ، وأحد عشر كوكبا هم إخوته . .
فإن قال قائل : كيف جاز السجود لغير الله ؟ وإذا جاز السجود لغير الله فلم لا تجوز العبادة لغير الله ؟ والجواب : أن العبادة نهاية التعظيم ، ونهاية التعظيم لا تجوز إلا لله ؛ وأما السجود : نوع تذلل وخضوع بوضع الخد على الأرض وهو دون العبادة ، فلم يمتنع جوازه للبشر كالانحناء . .
وقال بعضهم : ( ^ وخروا له سجدا ) السجود هاهنا هو الانحناء وعبر عنه بالسجود ، وأما حقيقة السجود فلم تكن . وأولى الأقاويل هو الأول والله أعلم . .
قوله : ( ^ وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل ) [ تفسير ] رؤياي من قبل ( ^ قد جعلها ربي حقا ) أي : صدقا ( ^ وقد أحسن بي ) أي : أنعم علي ( ^ إذ أخرجني من السجن ) فإن قال قائل : كيف لم يقل : إذ أخرجني من الجب ، وكانت المحنة عليه والبلية في الجب أكثر منها في السجن ؟ الجواب عنه : أنه أعرض عن ذكر