- روى الإمام أحمد وابن خزيمة وابن حبان في صحيحهما مرفوعا : [ [ أن رسول الله A قال لامرأة أبي حميد الساعدي حين قالت له إني أحب الصلاة معك قال قد علمت أنك تحبين الصلاة معي وصلاتك في دارك خير من صلاتك في حجرتك وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك وصلاتك في دارك خير من صلاتك في مسجد قومك وصلاتك في مسجد قومك خير من صلاتك في مسجدي ] ] .
قال الراوي فأمرت فبنى لها مسجد في أقصى شيء من بيتها وأظلمه فكانت تصلي فيه حتى لقيت الله D .
قال الحافظ المنذري وبوب عليه ابن خزيمة : باب اختيار صلاة المرأة في حجرتها على صلاتها في دارها وصلاتها في مسجد قومها على صلاتها في مسجد النبي A وإن كانت كل صلاة في مسجد النبي A تعدل ألف صلاة في غيره من المساجد إلا المسجد الحرام قال : وقول النبي A : [ [ صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد ] ] الحديث .
أراد به صلاة الرجل دون صلاة النساء هذا كلامه اه .
وروى الإمام أحمد وابن خزيمة وابن حبان والحاكم وقال صحيح الإسناد مرفوعا : [ [ خير مساجد النساء قعور بيوتهن ] ] .
وروى أبو داود مرفوعا : [ [ لا تمنعوا نساءكم المساجد وبيوتهن خير لهن ] ] .
وروى الطبراني مرفوعا ورجاله رجال الصحيح : [ [ المرأة عورة وأنها إذا خرجت من بيتها استشرفها الشيطان وأنها لا تكون أقرب إلى الله إلا في قعر بيتها ] ] .
وفي رواية لابن حبان وابن خزيمة في صحيحهما مرفوعا : [ [ وأقرب ما تكون - يعني المرأة - من وجه ربها وهي في قعر بيتها ] ] .
وروى الطبراني مرفوعا بإسناد حسن : [ [ النساء عورة وإن المرأة لتخرج من بيتها وما بها من بأس فيستشرفها الشيطان فيقول إنك لا تمرين بأحد إلا أعجبتيه . وإن المرأة لتلبس ثيابها فيقال لها أين تريدين ؟ فتقول أعود مريضا أو أشهد جنازة أو أصلي في مسجد وما عبدت امرأة ربها مثل أن تعبده في بيتها ] ] .
وقوله : فيستشرفها الشيطان فيها . أي ينتصب ويرفع رأسه إليها ويهم بها لأنها قد تعاطت شيئا من أسباب نشاطه عليها وهو خروجها من بيتها قاله الحافظ المنذري C .
وروى الطبراني بإسناد حسن لا بأس به أن أبا عمرو الشيباني رأى عبدالله يخرج النساء من المسجد يوم الجمعة ويقول أخرجن إلى بيوتكن خير لكن . والله تعالى أعلم .
- ( أخذ علينا العهد العام من رسول الله A ) أن نأمر النساء بصلاتهن في بيوتهن ونرغبهن في لزوم البيوت ونبين لهن ما في ذلك وغيره من الفضائل حتى لا يحتجن إلى الخروج بسماع واعظ أجنبي فإننا مسؤولون عن عيالنا سؤالا خاصا اللهم إلا أن تكون عجوزا أو قبيحة المنظر لا تشتهى إلا نادرا فالأمر في ذلك سهل وإذا احتفت الفضائل بمكروهات كان ترك المكروه أولى من اكتساب تلك الفضيلة ومن تأمل بعين البصيرة ما يقع للنساء من الآفات إذا خرجن للواعظ لم يسمح لامرأته بالخروج إلى مثل ذلك على أن نساء هذا الزمان قد عمهن الجهل حتى صار بعضهن يقلن ليس على الصبيات صلاة إنما ذلك للعجائز وبعضهن يقلن إنما تجب الصلاة على من حجت وبعضهن يقلن ليس على نساء الفلاحين صلاة . هذا أمر سمعته أنا منهن مرارا . ولذلك كان سيدي أحمد الزاهد شيخ السلسلة يخص بوعظه النساء في أكثر أوقاته ويقول : إنهن محبوسات في البيوت ولا يسمعن شيئا من أحكام الشريعة لقلة مخالطتهن للرجال فكان يعقد المجلس لهن ويعلمهن أركان الوضوء والصلاة والصيام والحج وكيفية النية في ذلك ويعلمهن حقوق الزوج وآداب الجماع وفضل صيام التطوع وما يجرح كمال العبادات وسبقه إلى نحو ذلك أيضا سيدي الشيخ إبراهيم الجعبري المدفون خارج باب النصر بمصر المحروسة فكان يخص النساء بالوعظ ويبين لهن أحكم دينهن C . وهذا أمر قد أغفله غالب طلبة العلم الآن فضلا عن العوام فترى أحدهم يشاهد حليلته وهي جنب ليلا ونهارا لا تغتسل ولا تصلي ويضاجعها ويقبلها مع ذلك كأنها سيدته إما تهاونا بالدين أو خوفا أن تقول له هات لي فلوس الحمام أو قلل عني الجماع ونحو ذلك . وأما فلوس الغسل من الحيض والنفاس والاحتلام فذلك عليها مع أن ذلك قليل الوقوع بالنسبة للجماع ومن أخلاق الرجال عدم المشاحنة في مثل ذلك يعطيها ما تحتاج إليه ولو لم يكن ذلك واجبا عليه . وكما ساعدته هي على قضاء وطره من الجماع كذلك ينبغي له أن يساعدها على أمر دينها ويرشدها إلى فعل كل شيء فيه خير .
وسمعت سيدي عليا الخواص C يقول : إنما أمر الشارع النساء أن يصلين في البيوت مراعاة لمصلحة غالب الناس الذين لا يتورعون عن النظر إلى الأجنبيات ولو أنهم كانوا كلهم يشهدون نفوسهم في حضرة الله وأنه تعالى ناظر إليهم لأمرهن بالصلاة مع الرجال وتأمل لما كان الناس يحضرون بقلوبهم في الإحرام في الحج وتغلب عليهم هيبة الله تعالى ومراقبته كيف أمرت النساء بكشف وجوههن وأكفهن إذ يبعد أن أحدا في تلك الحضرة يميل إلى امرأة من الأجانب .
فتأمل واعلم يا أخي عيالك وخدمك من النساء جميع ما يحتجن إليه في دينهن فإنك مسؤول عن ذلك والله يتولى هداك