- روى الشيخان وغيرهما مرفوعا : [ [ من بنى مسجدا يبتغي به وجه الله تعالى بنى الله تعالى له بيتا في الجنة ] ] .
وفي رواية للطبراني والبزار وابن حبان في صحيحه واللفظ للبزار مرفوعا : [ [ من بنى لله مسجدا قدر مفحص قطاة بنى الله له بيتا في الجنة ] ] .
وفي رواية لابن ماجه وابن حبان في صحيحه : [ [ من بنى لله مسجدا يذكر فيه بنى الله له بيتا في الجنة ] ] .
وفي رواية لابن خزيمة في صحيحه مرفوعا : [ [ من بنى لله مسجدا كمفحص قطاة أو أصغر بنى الله له بيتا في الجنة ] ] .
وفي رواية : [ [ كمفحص قطاة لبيضها ] ] الحديث . ومفحص القطاة : هو مخيمها . وهو قدر موضع جبهة المصلي قالوا وإنما مثل بمفحص القطاة دون غيرها لأنها لا تروث فيه . وروى الإمام أحمد والطبراني مرفوعا : [ [ من بنى مسجدا لله ليصلى فيه بنى الله D له في الجنة بيتا أفضل منه ] ] .
وفي رواية [ [ أوسع منه ] ] .
رواه الإمام أحمد وروى الطبراني مرفوعا : [ [ من بنى بيتا يعبد الله تعالى فيه من مال حلال بنى الله له بيتا في الجنة من در وياقوت ] ] .
وفي رواية للطبراني مرفوعا : [ [ من بنى مسجدا لا يريد به رياء ولا سمعة بنى الله له بيتا في الجنة ] ] . وتقدم في باب فضل العلم حديث : [ [ إن مما يلحق المؤمن بعد موته مسجدا بناه ] ] . والله تعالى أعلم .
- ( أخذ علينا العهد العام من رسول الله A ) أن نساعد الناس في بناء المساجد في الأمكنة المحتاج إلى صلاة الجمعة والجماعة فيها بأنفسنا وأموالنا بشرط الإخلاص والحل في المال وعدم زخرفتها بالرخام الملون الرقيق وطلي سقفها بالذهب والألوان المعروفة ولا نتخلف عن المساعدة فيها إلا لعذر شرعي فإنها من جملة شعائر الله تعالى ولتكون كنا للناس من الحر والبرد إذا صلوا وانتظروا لصلاة الأخرى ومن جملة ذلك عمارة المنبر وكرسي المصحف وبناء المطهرة والمنارة فنساعد في بنائها كذلك وكذلك من الملحق ببنائها وقفنا الأوقاف عليها مساعدة لخدامها ومن يقوم بوظائفها ويتلو القرآن فيها ويذكر اسم الله تعالى فيها فإن المساجد لا تكمل إلا بذلك . وإنما شرطنا الإخلاص في البناء والحل في المال وعدم الزخرفة لأن معاملة الله تعالى لا تكون إلا على الأوضاع الشرعية وذلك ليقبلها من صاحبها [ أي ليقبلها الله من العبد ] فراجع يا أخي جميع ما ورد من فضائل الأعمال إلى من كان مخلصا في عمله منفقا من طيب كسبه . وأما من بنى مسجدا من حرام أو شبهات أو من غير إخلاص نية فربما أثم ولم يقبل منه وإذا كان يوم القيامة انهار به في نار جهنم .
وأما عدم الزخرفة فإنما هو حتى لا يفتن المصلون بإطماحهم أبصارهم إلى تلك الألوان والصنائع فلا يفي أجره بوزره لأن روح الصلاة الذي هو الإقبال بالجسم والقلب على الله تعالى لم يحصل لمن يصلي هناك فكأنهم لم يصلوا هناك فلا تعمر يا أخي شيئا من المساجد إلا إن علمت من نفسك الإخلاص فإن علمت من نفسك أنك إنما تعمر ليقال فأعط الناس الذين يكتمون عليك الأمر ما سمحت به من المال ليصرفوه في عماراته من غير أن ينسب إليك ذلك . والله تعالى أعلم