- روى مسلم والنسائي مرفوعا : [ [ إن الله D يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها ] ] . وفي رواية لمسلم مرفوعا : [ [ من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه ] ] .
وروى الترمذي وقال حديث حسن صحيح والبيهقي واللفظ له مرفوعا : [ [ إن من قبل المغرب لبابا مسيرة عرضه أربعون عاما أو سبعون سنة فتحه الله D للتوبة يوم خلق السماوات والأرض فلا يغلقه حتى تطلع الشمس منه ] ] .
وروى ابن ماجه بإسناد جيد مرفوعا : [ [ لو أخطأتم حتى تبلغ السماء ثم تبتم لتاب الله عليكم ] ] .
وروى الحاكم وقال صحيح الإسناد مرفوعا : [ [ من سعادة المرء أن يطول عمره ويرزقه الله الإنابة ] ] .
وروى أبو يعلي مرفوعا : [ [ من سره أن يسبق الدائب المجتهد فليكف عن الذنوب ] ] . والدائب : هو المتعب نفسه في العبادة المجتهد فيها .
وروى الطبراني مرفوعا : [ [ المؤمن واه راقع فسعيد من هلك على رقعه ] ] . ومعنى واه : مذنب وراقع : بمعنى تائب مستغفر .
وروى الترمذي وابن ماجه وغيرهما مرفوعا : [ [ كل ابن آدم خطأ وخير الخطائين التوابون ] ] .
وروى الشيخان مرفوعا : [ [ إذا أذنب العبد فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به ويقول الله تعالى للملائكة : قد غفرت لعبدي فليعمل ما شاء ] ] . قال الحافظ : ومعنى قوله : فليعمل ما شاء أنه ما دام يذنب ويستغفر ويتوب فأنا أغفر له وتكون توبته واستغفاره كفارة لذنبه لا أنه يذنب الذنب فيستغفر منه بلسانه من غير إقلاع ثم يعود إلى مثله فإن هذه توبة الكذابين . والله أعلم .
وروى الطبراني عن معاذ قال : قلت : يا رسول الله أوصني ؟ قال : عليك بتقوى الله ما استطعت واذكر الله عند كل حجر وشجر وما عملت من سوء فأحدث له توبة السر بالسر والعلانية بالعلانية .
وروى الأصبهاني مرفوعا : إذا تاب العبد من ذنوبه أنسى الله حفظته ذنوبه وأنسى ذلك جوارحه ومعالمه من الأرض حتى يلقى الله تعالى يوم القيامة وليس عليه شاهد من الله تعالى بذنب . قلت : وقال بعضهم في هذا الحديث : إن العبد ما دام يستحضر ذنوبه ويذكرها فهي لم تمح ولم تبد لأن صورتها موجودة في صحف الملائكة فلا يصح للعاصي أن يظن أن معاصيه بدلت بالحسنات إلا إن نسيها ولم يذكرها أصلا وذلك لأنها إذا بدلت لم يبق للذنوب صورة حتى يذكرها العبد وهو قاصم للظهور ونسأل الله اللطف .
وروى الطبراني وغيره ورواته رواة الصحيح مرفوعا : [ [ النادم ينتظر من الله الرحمة والمعجب ينتظر المقت ] ] .
وروى الطبراني وغيره ورواته رواة الصحيح مرفوعا : [ [ التائب من الذنب كمن لا ذنب له ] ] . وكان ابن عباس يقول : المستغفر من الذنب وهو مقيم عليه كالمستهزئ بالله D وروى أيضا مرفوعا والوقف أشبه .
وروى ابن حبان في صحيحه والحاكم مرفوعا : [ [ الندم توبة ] ] . زاد في رواية للحاكم : [ [ وإذا علم الله من عبد ندامة غفر له قبل أن يستغفر منه ] ] .
وروى مسلم : [ [ والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله تعالى فيغفر لهم ] ] .
وروى الطبراني بإسناد حسن مرفوعا : [ [ من أحسن فيما بقي غفر له ما مضى ومن أساء فيما بقي آخذه الله بما مضى وما بقي ] ] .
وروى البيهقي وغيره مرفوعا : [ [ إذا عملت سيئة فاعمل بجنبها حسنة ] ] .
وروى الطبراني والترمذي وقال حسن صحيح مرفوعا : [ [ اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن ] ] . زاد أحمد في رواية : أن أبا الدرداء قال : [ [ يا رسول الله أمن الحسنات لا إله إلا الله ؟ قال : هي أفضل الحسنات ] ] .
والأحاديث والآثار في أمر التوبة كثيرة مشهورة . والله تعالى أعلم .
- ( أخذ علينا العهد العام من رسول الله A ) أن نبادر بالتوبة عقب كل ذنب ولا نصر على ما فعلناه لحظة واحدة هروبا من سخط الله تعالى مع أن الإصرار أيضا معصية ثانية فإذا وقع بادرنا أيضا بالتوبة من الإصرار وهكذا القول في الإصرار على عدم التوبة من الإصرار أبدا فما من ذنب إلا وله دواء حتى لو أصر على ذنب سبعين سنة أو أكثر فندم واستغفر الله عن جميع الإصرار السابق كله انسحب الاستغفار عليه فإن التوبة تجب ما قبلها . قال العلماء : والتوبة عن الشرك مقطوع بها بنص القرآن فهي مقبولة بلا شك بخلاف معاصي أهل الإسلام فإنها كلها مظنونة القبول وذلك لأن المشرك كان في حجاب القطيعة الكلية فلاطفه الحق تعالى كما لاطف الشيخ الفاني وحمل عنه حكم الذنوب السالفة كلها إذا تاب وأحسن . وأما المعاصي من أهل الإسلام فكان حكمه حكم الشاب القوي العاتي لضعف حجاب قطيعته فإنه مسلم موحد يشم رائحة الإسلام فكان من شأنه أن لا يقع في معصية الله تعالى : هذا ما ظهر لي الآن من الحكمة ومن فتح الله تعالى عليه بشيء أوضح مما قلناه فليلحقه بهذا الموضع . وسمعت سيدي عليا الخواص C تعالى يقول : ما دامت شهوة الذنوب في القلب فلا فائدة في الطاعات لأن ظلمة شهوة المعصية تمنع دخول نور الطاعات إلى القلب والمدار على حصول النور في القلب حتى يصلح لمجالسة الرب . { والله غفور رحيم }