- روى الشيخان مرفوعا : لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا . أي اقترعوا وفي رواية للإمام أحمد مرفوعا : لو يعلم الناس ما في التأذين لتضاربوا عليه بالسيوف .
وروى مالك والبخاري والنسائي وابن ماجه أن أبا سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال لعبدالرحمن بن أبي صعصعة : إني أراك تحب الغنم والبادية فإذا كنت في غنمك أو باديتك فأذنت للصلاة فارفع صوتك بالنداء فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا أنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة .
قال أبو سعيد : سمعته من رسول الله A : أي سمعت ما قلته لك بخطاب لي من رسول الله A ولفظ ابن خزيمة في صحيحه قال : سمعت رسول الله A يقول : لا يسمع صوته أي المؤذن شجر ولا مدر ولا حجر ولا جن ولا إنس إلا شهد له .
وفي رواية للإمام أحمد : يستغفر للمؤذن منتهى أذانه ويستغفر له كل شيء رطب ويابس سمعه .
وفي رواية للبزار : ويجيبه كل شيء رطب ويابس .
زاد في رواية للنسائي : وله مثل أجر من صلى معه .
قال الخطابي : ومدى الشيء : غايته والمعنى أنه يستكمل مغفرة الله إذا استوفى وسعه في رفع الصوت فيبلغ الغاية من المغفرة إذا بلغ الغاية من الصوت قال الحافظ المنذري ويشهد لهذا القول رواية يغفر له مد صوته بتشديد الدال أي بقدر مد صوته قال الخطابي وفي وجه آخر وهو أنه كلام تمثيل وتشبيه يريد أن المكان الذي ينتهي إليه الصوت لو يقدر أن يكون ما بين أقصاه وبين مقامه الذي هو فيه ذنوب تملأ تلك المدى لغفرها الله له .
وروى الإمام أحمد والترمذي مرفوعا : ثلاثة على كثبان المسك يوم القيامة فذكرهم ورجل ينادي بالصلوات الخمس في كل يوم وليلة . زاد في رواية الطبراني : ويطلب وجه الله وما عنده .
وروى الطبراني مرفوعا : المؤذن المحتسب كالشهيد المتشحط في دمه إذا مات لن يدود في قبره .
وروى الطبراني في مجاميعه الثلاثة مرفوعا : إذا أذن في قرية أمنها الله من عذابه ذلك اليوم .
وفي رواية : أيما قوم نودي فيهم بالأذان صباحا إلا كانوا في أمان الله حتى يمسوا وأيما قوم نودي فيهم بالأذان مساء إلا كانوا في أمان الله حتى يصبحوا .
وروى ابن ماجه والدارقطني والحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين مرفوعا : من أذن اثنتا عشرة سنة وجبت له الجنة وكتب له بتأذينه في كل يوم ستون حسنة وبكل إقامة ثلاثون حسنة .
وروى ابن ماجه والترمذي مرفوعا : من أذن محتسبا سبع سنين كتب له براءة من النار . والله تعالى أعلم .
- ( أخذ علينا العهد العام من رسول الله A ) أن نواظب على الأذان لكل صلاة ولو سمعنا المؤذن وإن احتاج الناس إلى الأذان برفع الصوت أذنا لهم وليس لنا أن نتعلل بالحياء لأن الحياء في مثل ذلك حياء طبيعي نفسي وليس في فعل المأمورات الشرعية حياء وإنما الحياء المطلوب أن يترك العبد ما نهاه الله عنه فافهم وهذا العهد يخل به كثير من الناس أصحاب الطبع اليابس فيقول له العامة أذن لنا يا سيدي الشيخ فيقول أستحي وهذا ليس بعذر فإن كان يا أخي ولا بد لك من الحياء فاستح من الله أن يراك حيث نهاك أو يفقدك حيث أمرك فهذا هو الحياء الشرعي الذي يثاب عليه العبد .
وكان من آخر من رأيته مواظبا على هذه السنة الشريفة مولانا شيخ الإسلام الشيخ نور الدين الطرابلسي الحنفي ورفيقه السيد الشريف الحطابي والشيخ محمد بن عنان والشيخ أبو بكر الحديدي والشيخ محمد بن داود وولده الشيخ شهاب الدين والشيخ يوسف الحريثي Bهم أجمعين فاعلم ذلك والله يتولى هداك