يقال له إسماعيل بن عمار وإذا هو يفتل أصابعه ويتلهف فقلت علام تتلهف فأنشا يقول .
عيناي مشئومتان ويحهما ... والقلب حيران مبتلى بهما .
عرفتاه الهوى لظلمهما ... يا ليتني قبلها عدمتهما .
هما إلى الحين قادتا وهما ... دل على ما أجن دمعهما .
ساعدتا القلب في هواه فما ... سبب هذا البلاء غيرهما .
أنبأنا المبارك بن علي قال أنبأنا علي بن محمد بن العلاف قال أنبأنا عبد الملك بن بشران قال أنبأنا أحمد بن إبراهيم قال حدثنا محمد بن جعفر قال أنشدني الدولابي .
قلبي يقول لطرفي هجت لي سقما ... والعين تزعم أن القلب أبكاها .
والجسم يشهد أن العين كاذبة ... هي التي هيجت للقلب بلواها .
لولا العيون وما تجنين من سقم ... ما كنت مطرحا في سر من راها .
قال وأنشدني الدولابي .
يقول قلبي لطرفي إذ بكى جزعا ... تبكي وأنت الذي حملتني الوجعا .
فقال طرفي له فيما يعاتبه ... بل أنت حملتني الآمال والطمعا .
حتى إذا ما خلا كل بصاحبه ... كلاهما بطويل السقم قد قنعا .
ناداهما كبدي لا تتلفا فلقد ... قطعتماني بما لا قيتما قطعا .
قال وأنشدني أبو عبد الله المارستاني .
رماني بها طرفي فلم يخط مقتلي ... وما كل من يرمى تصاب مقاتله .
إذا مت فابكوني قتيلا لطرفه ... قتيل عدو حاضر ما يزايله