وقيل لعطاء بن أبي رباح ما أفضل ما أعطى الإنسان قال العقل عن الله تعالى .
وقال معاوية بن قرة إن القوم ليحجون ويعتمرون ويجاهدون ويصلون يوصومون وما يعطون يوم القيامة إلا على قدر عقولهم .
أخبرنا عبد الحق قال أنبأنا ابن مرزوق قال أنبأنا أبو بكر الخطيب قال أنبأنا عبد الواحد بن محمد بن عثمان البجلي قال حدثنا عمر بن محمد بن عمر بن الفياض قال حدثنا أبو طلحة أحمد بن عبد الكريم قال حدثنا عبد الله بن خبيق قال حدثنا يوسف بن اسباط قال العقل سراج ما بطن وملاك ما علن وسائس الجسد وزينة كل أحد ولا تصلح الحياة إلا به ولا تدور الأمور إلا عليه .
وسئل ابن المبارك ما خير ما أعطى الرجل قال غريزة عقل قيل فإن لم يكن قال أدب حسن قيل فإن لم يكن قال أخ صالح يستشيره قيل فإن لم يكن قال صمت طويل قيل فإن لم يكن قال موت عاجل .
ذكر فضيلة العقل من جهة الاستنباط .
إنما تتبين فضيلة الشيء بثمرته وفائدته وقد عرفت ثمرة العقل وفائدته فإنه هو الذي دل على الإله وأمر بطاعته وامتثال أمره وثبت معجزات الرسل وأمر بطاعتهم وتلمح العواقب فاعتبرها فراقبها وعمل بمقتضى مصالحها وقاوم الهوى فرد غربه وأدرك الأمور الغامضة ودبر على استخدام المخلوقات فاستخدمها وحث على الفضائل ونهى عن الرذائل وشد أسر الحزم وقوى أزر العزم واستجلب ما يزين ونفى ما يشين فإذا ترك وسلطانه أسر فضول الهوى فحصرها في حبس المنع وكفى بهذه الأوصاف فضيلة