جد الرحيل وكان فرقة بيننا ... لا شك أني منقض نحبي .
قال ثم وقف على جبل ينظر إليهم ماضين فلما غابوا من عينه خر ميتا .
أخبرتنا شهدة قالت أنبأنا جعفر بن احمد قال حدث أبو علي بن شاذان قال حدثني أحمد قال حدثنا أحمد بن سليمان الطوسي قال حدثنا الزبير بن بكار قال حدثني هارون أبو موسى قال حدثني موسى بن جعفر وعبد الملك ابن الماجشون أن يزيد بن عبد الملك لما دفن حبابة رجع فما خرج من منزله حتى خرج بنعشه .
وفي رواية أخرى أن يزيد بن عبد الملك قال إن قوما زعموا أنه لا يصفو لأحد عيشه يوما إلى الليل لا يكدره شيء سأجرب ذلك .
ثم قال لمن معه إذا كان غدا فلا تخبروني بشيء ولا يأتيني كتاب .
وخلا هو وحبابة فأتيا بما يأكلان فأكلت رمانة فشرقت بحبة منها فماتت فأقام لا يدفنها حتى تغيرت وأنتنت وهو يشمها ويلثمها فعاتبوه على ذلك فأذن في غسلها وخرج معها فلما دفنت قال صاحبت والله كما قال كثير .
فإن تسل عنك النفس او تدع الصبا ... .
فباليأس تسلو عنك لا بالتجلد ... .
فما أقام إلا خمس عشرة ليلة حتى دفن إلى جانبها .
وفي رواية بقي أربعين يوما وخرج يوما فقال انبشوها حتى أنظر إليها فقيل له تصير حديثا فسكت .
وحكى الأصبهاني عن المدائني أنه أمر بنبشها بعد ثلاث فنبشت وكشف له عن وجهها وقد تغيرت تغيرا قبيحا فقيل له ألا تراها كيف صارت