كأن فؤادي طائر حان ورده ... فهز جناحيه اشتياقا إلى الورد .
ثم فاضت نفسه فكنت فيمن صلى عليه .
أخبرنا شهدة قالت أنبأنا ابن السراج قال وجدت بخط ابن حيوية يقول حدثنا محمد بن خلف قال حدثني عبد الواحد بن محمد قال حدثني محمد بن الهيثم ابن عدي عن الهيثم قال حدثنا محمد بن مالك قال حدثني عثمان بن عمر التميمي قال هوى فتى من بني أسد فتاة من فخذه وكان أيسر منها وأغنى وكان أبوه يمنعه من أن يتزوج بها ويريد له أشرف منها وأيسر ويعرض عليه غيرها فيأبى إلا هي وكان أبوها قد حبسها عليه رجاء أن يتزوجها فلما طال على أبيها وأيس منه زوجها من غيره فلقيها الفتى يوما فقال لها .
لعمري يا سعدى لطال تأيمي ... ومعصيتي شيخي فيك كليهما .
وتركي ذا الحيين لم أبغ منهما ... سواك ولم يربع هواي عليهما .
فقالت الجارية .
حبيبي لا تعجل لتفهم حجتي ... كفاني ما بي من بلاء ومن جهد .
ومن عبرات تعتريني وزفرة ... تكاد لها نفسي تسل من الوجد .
غلبت على نفسي جهادا ولم أطق خلافا على أهلي بهزل ولا جد .
ولن يمنعوني أن أموت برغمهم ... غدا جوف هذا الغار في جدث وحدى .
فلا تنس أن تأني هناك فتلتمس ... مكاني فتسلو ما تحملت من جهد .
فلما كان من غد أتاها حيث زعمت له فوجدها ميتة فأدخلها شعبا ثم التزمها فمات معها قال فالتمسا حولا فلم يقدر عليهما ولم يعلم لهما خبر فإذا هاتف يهتف على الجبل الذي هما فيه وكان الجبل يدعى أعرافا .
إن الكريمين ذوي التصافي ... الذاهبين بالوفاء الصافي