وأطباق فاكهة وثلج ونبيذ وكانت ليلة مقمرة وجاء بعود فأخذته الجارية في حجرها فسهل علي لطيب الوقت أن أخل بك ثم قال للغلام أمض أنت فمضى قال ادفع فدفعت وكشفت الجارية وجهها فإذا هي أحسن من البدر بشيء كبير فلما بلغت الدباغين جرد سيفا كان معه وقال ادفع إلى مكان أقول لك وإلا ضربت عنقك فقلت ما بك إلى هذا حاجة السمع والطاعة فانحدرت فقال لها تأكلين شيئا فقالت نعم فأخرج ما كان في الجونة فإذا طعام نظيف ظريف فأكلا وألقى الجنوة إلي ثم أخذت العود وغنت أحسن غناء يكون وأطيبه فقال لي يا ملاح لولا خوفي أن تسكر لسقيتك فقلت يا أستاذ أنا أشرب عشرين رطلا نبيذا ولا أسكر فأعطاني ظرفا فيه خمسة أرطال وقال اشرب لنفسك فجعلت أشرب على الغناء واجحدف وهما يشربان إلى أن دنا منها فقبلها كثيرا واحتجت شهوته فجامعها وأنا أراه ثم عاودها دفعات وثمل فقال يا فلانة خنت عهدي وميثاقي ومكنت فلانا من نفسك حتى فعل بك كيف وكيت وفلانا وفلانا وجعل يواقفها وهي تقول لا والله لا يا سيدي ما فعلت هذا وإنما كذبوا علي عندك ليباعدوني منك قال كذبت أنا توصلت إلى أن حصلت معكم في ليلة كذا في الدار الفلانية وقد دعاك فلان وصنعتم كذا وفعلتم كذا وأنا أراكم بعيني وما بعد هذا شيء وتدرين لم جئت بك إلى هذا الموضع وعاتبتك ها هنا فقالت لا فقال لأن أودعك وأجعل هذا آخر العهد بك وأقتلك وأطرحك في الماء .
قال فجزعت الجارية جزعا شديدا ثم قالت يا مولاي ويطيب قلبك قال إي والله ثم خالطها وأخرج تكتها فكتفها بها فقلت يا سيدي اتق الله مثل هذا الوجه وأنت تالف من حبة تعمل به مثل هذا فقال الساعة والله ابتدئ بك وأخذ السيف فجزعت ومسكت وتقدم إليها فذبحها وأمسكها