أنبأنا محمد بن عبد الباقي قال أنبأنا علي بن المحسن التنوخي قال حدثنا أبو عمر بن حيويه قال أنبأنا محمد بن خلف قال حدثني عبد الله بن عمرو قال حدثنا علي بن الحسن قال حدثنا داود بن محمد عن عمرو بن رزام قال وفد فتى من نهد يقال له صباح بن عامر على الملوح أبي قيس المجنون فسلم عليه وخبره بنسبه وقال له إني قد وفدت من بلدي لأنظر إلى قيس وأسمع من شعره فما فعل .
فبكى الشيخ حتى غشي عليه ثم سكن وقال أنى لك بقيس إن قيسا عشق ابنة عم له وإنه جن على رأسها فهو لا يأنس بأحد يرد مع الوحوش يوم ورودها ويصدر معها إذا صدرت ولكن ها هنا شاب يذهب إليه في كل وقت وهو يأنس به ويأخذ منه ما يقول وقد حفظ له قصيدة يقال لها المؤنسة فإذا أنشده إياها أنس به وحدثه فإن شئت فصر إليه .
قال صباح فصرت إلى الفتى فرحب بي وسألني عن حالي فأخبرته فقال لي أتروى لقيس بن ذريح شيئا فإن المجنون مستهتر بشعره قلت أنا أحفظ الناس لشعر قيس قال فصر إلى موضع كذا وكذا فاطلبه في تلك الفيافي فإنك تجده واعلم أنه إذا رآك سوف ينفر منك ويهوي إليك بحجر فلا يهولنك واقعد كأنك لا تريده فإذا رأيته قد سكن فاذكر له ليلى فإنه سيرجع إلى عقله ويراجع صحته ويحدثك عن حاله ثم أنشده من شعر قيس شيئا فإنه مشغوف به