الشيء فيرجع إلى نفسه فيقول ما أردت إلى هذا ما لي ولهذا والله لا أعود إلى هذا ابدا إن شاء الله .
إن المؤمنين قوم أوثقهم القرآن وحال بينهم وبين هلكتهم .
إن المؤمن أسير في الدنيا يسعى في فكاك رقبته لا يأمن شيئا حتى يلقى الله D يعلم أنه مأخوذ عليه في سمعه وبصره ولسانه وجوارحه .
وبه قال حدثنا الآجري قال حدثنا ابن مخلد قال حدثنا علي بن إبراهيم قال حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا ابو مقاتل قال حدثنا عون ابن ابي شداد عن الحسن في وصية لقمان لابنه يا بني إن الإيمان قائد والعمل سائق والنفس حرون فإن فتر سائقها ضلت عن الطريق وإن فتر قائدها حرنت فإذا اجتمعا استقامت .
إن النفس إذا اطمعت طمعت وإذا فوضت إليها أساءت وإذا حملتها على أمر الله صلحت وإذا تركت الأمر إليها فسدت .
فاحذر نفسك واتهمها على دينك وأنزلها منزلة من لا حاجة له فيها ولا بد له منها .
وإن الحكيم يذل نفسه بالمكاره حتى تعترف بالحق وإن الأحمق يخير نفسه في الأخلاق فما أحبت منها أحب وما كرهت منها كره .
وبالإسناد قال حدثنا الآجري قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن عبد الحميد قال حدثنا هارون بن عبد الله قال حدثنا سيار قال حدثنا جعفر بن سليمان قال حدثنا حجاج بن الأسود قال سمعت قتادة يقول يا ابن آدم إن كنت تريد أن لا يأتي الخير إلا عن نشاط فإن نفسك إلى السآمة والفتور والملل أقرب ولكن المؤمن هو العجاج والمؤمن هو المتوقى والمؤمن هو المتشدد وإن المؤمنين هم العجاجون إلى الله D بالليل والنهار والله ما زال المؤمنون يقولون ربنا ربنا في السر والعلانية حتى استجاب لهم