ولم ينظر ما فيه فلما جنه الليل دعا غلاما له أعجميا فقال له استأجر أجراء غرباء ليسوا من أهل المصر قال فجاءه بهم وأمرهم فحفروا له حفيرة في مجلسه حتى بلغوا الماء ثم قال قدموا إلي الصندوق فألقاه في الحفيرة ثم وضع فمه على شفيرة فقال يا هذا قد بلغنا عنك خبر فإن يك حقا فقد قطعنا أثره وإن يكن باطلا فإنما دفنا خشبا ثم أهالوا عليه التراب حتى استوى .
قال فلم ير وضاح اليمن حتى الساعة .
قال فلا والله ما بان لها في وجهه ولا في خلائقه ولا في شيء حتى فرق الموت بينهما .
أخبرنا محمد بن ناصر قال أنبأنا المبارك بن عبد الجبار قال أنبأنا ابن حيويه قال أنبأنا ابن خلف قال أخبرني أبو بكر النسائي قال أخبرني علي بن محمد بن سليمان الموصلي قال أخبرني رجل سماه أحسبه ذكر محمد بن إسحاق قال .
كان لقمان بن عاد من أشد قومه وأجلدهم فقالوا له لو تزوجت فبقي من نسلك في عاد فقال إني أكره النساء فلم يزالوا به حتى تزوج امرأة من منى ثم بنى بيتا طويلا وجعل له بابا من أسفله وسكن في أعلاه مع امرأته وجعل خيطا في جلجل فإذا جاء من يريده حرك الجلجل لئلا تسمع امرأته كلام رجل فولدت له ابنة .
وإن فتى من عاد قال لقومه أريد أن أرى امرأة لقمان بن عاد فمنعوه من ذلك فقال والله لئن لم أرها لأجرن على عاد جريرة يكون فيها استئصال عاد