فغنت فقال سليمان قل ما تشاء قال تأمر لي برطل فما استتمه حتى وثب فصعد إلى أعلا قبة ثم زج نفسه على دماغه فقال سليمان إنا لله وإنا إليه راجعون .
أتراه توهم الجاهل أني أخرج إليه جاريتي وأردها إلى ملكي يا غلام خذ بيدها فانطلق بها إلى أهله إن كان له أهل وإلا فبيعوها وتصدقوا بثمنها عنه .
فلما انطلقوا بها نظرت إلى حفيرة في دار سليمان قد أعدت للمطر فجذبت يديها من أيديهم وجعلت تقول .
من مات عشقا فليمت هكذا ... لا خير في عشق بلا موت .
فزجت نفسها في الحفيرة على دماغها فماتت .
قلت وبلغنا أن مثل هذا جرى في ملجس الرشيد فأخبرنا المبارك بن علي قال أنبأنا علي بن محمد بن العلاف قال أنبأنا عبد الملك بن بشران قال أنبأنا أحمد بن إبراهيم الكندي قال حدثنا محمد بن جعفر الخرائطي قال حدثني أبو بكر محمد بن علي المخرمي قال اشتريت لهارون الرشيد جارية مدنية فأعجب بها وأمر الفضل بن الربيع أن يبعث في حمل أهلها ومواليها لينصرفوا بجوائزها وأراد بذلك تشريفها فوفد إلى مدينة السلام ثمانون رجلا ووفد معهم رجل من أهل العراق استوطن المدينة كان يهوى الجارية فلما بلغ الرشيد خبرهم أمر الفضل أن يخرج إليهم فيكتب اسم كل واحد منهم وحاجته ففعل ذلك فلما بلغ إلى العراقي قال له ما حاجتك فقال له إن أنت كتبتها وضمنت لي عرضها مع ما تعرض أنبأتك بها فقال أفعل ذلك فقال حاجتي أن أجلس مع فلانة حتى تغنيني بثلاثة أصوات وأشرب ثلاثة أرطال وأخبرها بما تجن ضلوعي من حبها