فوضعوا له كرسيا فجلس عليه وقال قدموها إلى فجاءا كالمستهزئين فقال لأحدهما خلف أي شجرة رأيتها فقال وراء تفاحة وقال للآخر خلف اي شجرة رأيتها فاختلفا فنزلت نار من السماء فأحرقتهما فأفلتت سوسن .
قال أبو بكر وفي خبر أنها وقفت لترجم فنزل الوحي على دانيال وهو ابن سبع سنين .
قال وهب ابن منبه كان في بني إسرائيل رجل من العباد شديد الاجتهاد فرأى يوما امرأة فوقعت في نفسه بأول نظرة فقام مسرعا حتى لحقها فقال رويدك يا هذه .
فوقفت وعرفته فقالت ما حاجتك قال أذات زوج أنت قالت نعم فما تريد قال لو كان غير هذا كان لنا نظر في ذلك قالت وما نظرك قال عرض بقلبي من نظرك عارض قالت وما يمنعك من إنفاذه قال وتتابعيني على ذلك قالت نعم فخلت به في موضع فلما أن رأته مجدا في الذي ينال قالت رويدك يا مسكين لا تسقط جاهك عنده قال فانتبه لها وسكن عن قلبه ما كان يجد من فتنتها .
فقال لا حرمك الله ثواب فعلك .
ثم تنحى ناحية فقال لنفسه اختاري إما عمى العينين وإما قطع الإحليل وإما السياحة في مسالك الوحوش والسباع فاختارت السياحة قال فلبس أثواب السياحة وخرج سائحا في البراري والقفار حتى مات يبكي على تلك النظرة .
أخبرتنا شهدة قالت أنبأنا أبو محمد بن السراج قال أنبأنا أبو طاهر بن السواق قال حدثنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن فارس قال حدثنا عبد الله بن إبراهيم الزينبي