فكذبي الظن فينا واسلكي سبلا ... نقفك بعد الهوى منا على العمل .
أخبرنا عبد الوهاب وابن ناصر قالا أنبأنا المبارك بن عبد الجبار قال أنبأنا الحسن بن علي الجوهري قال أنبأنا محمد بن عبد الرحيم المازني قال حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري قال حدثني محمد بن المرزبان قال حدثنا عبد الله بن محمد قال حدثنا محمد بن الحسين بإسناد لم يحفظه عبد الله أن فتى كان له جمال وهيئة كان يكثر الإجتياز بباب امرأة من بنات عمه فنظر إليها فعلقها فخطبها من أبيها فرغب بها عنه واتصل ذلك بها فأرسلت إلى الفتى قد بلغني ما كان منك وقد أحببتك لحبك إياي فإن كنت تحب أن أصير إليك فعلت وإن أردت سهلت لك الإذن حتى تصل إلي .
قال كلا لا أريد إني أخاف أن يوقعني حبك في نار لا تطفأ وعذاب لا ينقطع .
فلم بلغتها رسالته قالت ألا أراك راهبا وأنا لا أعلم والله ما أحد اولى بهذا من أحد وإن الخلق في الوعد والوعيد لمشتركون .
ثم تعبدت ولبست مدرعة من شعر فعظم ذلك على أبيها وكبر في نفس أهلها ولم تزل على هذه الطريقة من العبادة حتى ماتت فكان الفتى يغشى قبرها في كل جمعة فيدعو ويستغفر لها .
قال فرأيتها ليلة في المنام فقلت فلانة قالت نعم .
نعم المحبة يا سؤلي محبتكم ... حب يجر إلى خير وإحسان .
فقلت لها يا حبيبتي إلى ما صرت فقالت .
إلى نعيم وملك لا نفاد له ... في جنة الخلد خلد ليس بالفاني فقلت لها أيتها الحبيبة أتذكريني هناك فقالت والله إني لأتمناك على مولاي ومولاك فأعني بصالح من عملك فلعل الله أن يجمعنا في داره دار المقام