يا زائرينا من الخيام ... حياكما الله بالسلام .
لم تأتياني ولي نهوض ... إلى حلال ولا حرام .
يحزنني أن وقفتما بي ... وليس عندي سوى الكلام .
ثم أجلسهما بين يديه وجعل يمازحهما حتى انصرفا .
قال ابن الأنباري وسمعت غير ابن المرزبان من شيوخنا يحكى ان يحيى عزل عن الحكم بسبب هذه الأبيات التي أنشدها لما دخل عليه ابنا مسعدة .
وبلغنا عن يحيى بن أكثم أنه رأى غلمانا صباح الوجوه في دار المأمون فقال لولا أنتم لكنا مؤمنين فبلغ المأمون فعاتبه فقال كان درسي انتهى إلى هنا .
وروى أبو الفرج الأصبهاني عن عمه عن أبي العيناء قال نظر المامون إلى يحيى بن أكثم يلحظ خادما له فقال للخادم تعرض له إذا قمت فإني سأقوم للوضوء وآمره أن لا يبرح وعد إلى بما يقول لك .
وقام المأمون وأمر يحيى بالجلوس فلما قام غمزه الخادم بعينه فقال يحيى لولا أنتم لكنا مؤمنين فمضى الخادم إلى المأمون فأخبره .
فقال له المامون عد إليه فقل له أنحن صددنا كم عن الهدى بعد إذ جاءكم بل كنتم مجرمين .
فخرج الخادم إليه فقال له ذلك فأطرق وكاد يموت جزعا .
وخرج المأمون وهو يقول .
متى تصلح الدنيا ويصلح أهلها ... وقاضي قضاة المسلمين يلوط .
قم فانصرف واتق الله وأصلح نيتك .
فانظر إلى هذا المسكين كيف شاع له هذا الذكر القبيح مع علمه الوافر حتى أن بعض القضاة بعده عزل فقال له الناس لقد كنت عفيفا عن أموالنا فقال وعن أبنائكم