قال حدثنا محمد بن المرزبان قال حدثنا الحسن بن المقدام قال استعدى ابن عمار ابن أبي الحصيب يحيى بن أكثم على ورثة أبيه وكان بارع الجمال فقال له أيها القاضي أعدني عليهم قال فمن يعديني أنا على عينيك .
قال فهربت به أمه إلى بغداد فقال لها وقد تقدمت إليه والله لا أنفذت لك حكما أو ترديه فهو أولى بالمطالبة منك .
قال ابن المرزبان وحدثني محمد بن نصر قال أنبأنا أحمد بن يونس الضبي قال كان زيدان الكاتب يكتب بين يدي يحيى بن أكثم القاضي وكان جميلا متناهي الجمال فقرص القاضي خده فاستحيى وطرح القلم من يده فقال له يحيى اكتب ما أملي عليك ثم قال .
أيا قمرا خمشته فتغضبا ... وأصبح لي من تيهه متجنبا .
إذا كنت للتخميش والعشق كارها ... فكن أبدا يا سيدي متنقبا .
ولا تظهر الأصداغ للناس فتنة ... وتجعل منها فوق خديك عقربا .
فتقتل مشتاقا وتفتن ناسكا ... وتترك قاضي المسلمين معذبا .
قال ابن المرزبان وأخبرني محمد بن الجهم قال حدثني العلاء بن صالح قال كان يحيى بن اكثم عند الواثق وعنده أمرد حسن الوجه من غلمان الخليفة واقف بين يديه فأحد النظر إليه وتبسم فقال له الواثق يا يحيى بحياتي كشكيه قال إي وحياتك مرة .
قلت هذا كلام مصحف والكلمة الأولى كلمتان مع التصحيف والمقصود ذكر الفجور .
قال ابن المرزبان وحدثنا علي بن مسلم الكاتب قال دخل على يحيى بن أكثم ابنا مسعدة وكانا على نهاية الجمال فلما رآهما يمشيان في الصحن أنشأ يقول