الشمس من مغربها فإذا طلعت ورآها الناس أمنوا أجمعون فذلك حين لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ولتقومن الساعة وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما فلا يتبايعانه ولا يطويانه ولتقومن الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لقحته فلا يطعمه ولتقومن الساعة وهو يليط حوضه فلا يسقي فيه ولتقومن الساعة وقد رفع أكلته إلى فيه فلا يطعمها .
وذكر مسلم بن الحجاج من حديث أبي هريرة قال قال رسول الله A يتركون المدينة على خير ما كانت لا يغشاها إلا العوافي يريد عوافي السباع والطير ثم يخرج راعيان من مزينة يريدان المدينة ينعقان بغنمهما فيجدانها ملئت وحوشا حتى إذا بلغا ثنية الوداع خرا على وجوههما .
وسمعت في تفسيره أن هذين الراعيين إنما يخران على وجوههما من صيحة يوم القيامة فعند هذه الصيحة تخمد الأصوات وتسكن الحركات وتخلى من أهلها الأرضون والسماوات إلى يوم الخروج والميقات والجزاء بالحسنات والسيئات إلا أن الله تعالى ذكر عند هذه الصيحة استثناء سيأتي ما قيل فيه بعد إن شاء الله .
ثم ينزل الله مطرا فتنبت منه الأجسام ويحيا به الرفات من العظام ويستعد لقبول الأرواح عند النفخة الثانية قال الله تعالى ( ونفخ في الصور فجمعناهم جمعا ) .
وذكر مسلم من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص قال قال رسول اللهA يخرج الدجال في أمتي فيمكث أربعين لا أدري أربعين يوما أو أربعين شهرا أو أربعين عاما الشك من الراوي قال فيبعث الله عيسى بن مريم عليه السلام كأنه عروة بن مسعود الثقفي فيطلبه فيهلكه ثم يمكث الناس سبع سنين ليس بين اثنين عداوة ثم يرسل الله ريحا باردة من قبل الشام فلا يبقى أحد على وجه الأرض في قلبه مثقال ذرة من خير أو إيمان إلا قبضته حتى