وعرقوبيه بالحجارة حتى أدماه فقلت من هذا الشاب قالوا هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب يزعم أن الله أرسله قلت ومن هذا الآخر وراءه قالوا عمه أبو لهب .
وسوء حال أبي لهب أوضح من أن يحتاج فيه إلى شاهد ولكني أردت إلا أخلي هذا الباب من ذكره أو ذكر مثله .
وليعلم أيضا أن الكافر لا يغني عنه من الله شيء وأنه ليس له من دون الله ولي ولا نصير وهذا التخفيف الذي ذكر إن كان فإنما هو في البرزخ وأما في الآخرة فلا تخفيف ولا تفتير ولا راحة نعوذ بالله من عذابه .
يروى عن بعض الصالحين من أهل القيروان قال كان لي جار يذكر أنه ليس بمسلم فمات فرأيت في النوم حجرا ململما يتدحرج حتى وصل إلى باب ذلك الرجل فدنوت منه فإذا بالحجر قد انفرج فخرج منه رجل هو ذلك الرجل فقلت له ما هذا فقال هكذا نحن نعذب وذكر سوء حاله فقلت لعل الله أن يغفر لك قال وكيف يغفر لي وأنا قد مت على غير الإسلام .
ويروى عن هشام بن حسان قال قال مات ابن لي شاب فرأيته في النوم وهو أشيب فقلت له يا بني ما هذا الشيب قال قدم فلان فزفرت جهنم لقدومه زفرة لم يبق منا أحد إلا شاب .
ويروى أن رجلا رئي في المنام شاحب اللون متغير الوجه وقد غلت يداه إلى عنقه فقيل له ما فعل الله بك فأنشأ يقول .
( تولى زمان لعبنا به ... وهذا زمان بنا يلعب ) .
ويروى أن دلف بن أبي دلف العجلي رأى أباه في النوم وكأنه في بيت مظلم حيطانه وسقفه مسودة من الدخان وهو جالس في صدر البيت فقال له يا أبت كيف حالك فقال يا بني الأمر صعب والحساب دقيق ثم أنشأ يقول .
( ولو أنا إذا متنا تركنا ... لكان الموت راحة كل حي )