وذكر بعض الصالحين قال رئي بشر بن الحارث في النوم وهو يهرول ويقول الساعة انطلقنا من السجن .
وقال أبو الحسن المالكي صحبت خيرا النساج سنين كثيرة فقال لي قبل موته بثمانية أيام أنا أموت يوم الخميس قبل المغرب وأدفن يوم الجمعة قبل الصلاة وستنسى هذا فلا تنس قال فنسيته إلى يوم الجمعة فلقيت من أخبرني بموته فخرجت لأحضر جنازته فوحدت الناس قد أخرجوا جنازته قبل الصلاة كما قال فسألت من حضر وفاته فقال إنه غشي عليه ثم أفاق فالتفت إلى ناحية البيت وقال قف عافاك الله فإنما أنت عبد مأمور وأنا عبد مأمور والذي أمرت به أنت لا يفوتك والذي أمرت به أنا يفوتني ثم دعا بماء فجدد الوضوء ثم صلى ثم تمدد وغمض عينيه ومات C فرئي في المنام فقيل له كيف حالك فقال لا تسأل ولكني تخلصت من دنياكم الوضرة .
وكان من دعاء بعض الصالحين اللهم يا سيدي حبست من شئت عن خدمتك وأطلقت لها من أحببت من خلقك غير ظالم ولا مسئول عن فعلك وقد تقدمت لي فيك آمال فلا تجمع علي المنع من الطاعة وخيبة الأمل فيك يا كريم فكان هذا خاتمة دعائه فلما مات رئي في المنام في الجنة فقيل له بم نلت هذا قال بذلك التضرع والاستغاثة في الأسحار قيل ورئي عليه حلة قال الرائي فما رأيت شبها لها وعليها مكتوب بالذهب انعم فقد نلت الأمل فقلت له ما هذا الكتاب على ثيابك قال هذا خاتمة تضرعي وأملي الذي كنت أؤمله من سيدي .
وقال بعض الصالحين رأيت أبا بكر الشبلي C في المنام وكأني قاعد في مجلس الرصافة بالموضع الذي كان يقعد فيه وإذا به قد أقبل وعليه ثياب حسان قال فقمت إليه وسلمت عليه وجلست بين يديه فقلت له يا سيدي من أقرب أصحابك إليك فقال مسرعا ألهجهم بذكر الله وأقومهم بحق الله وأسرعهم مبادرة في مرضاة الله