وقال حماد بن زيد حدثني سعيد بن زيد قال أدخلت يدي في قبر عبد الله بن غالب إلى المرفق فأخرجت منه ترابا فإذا ريحه ريح مسك .
وقصة هذا القبر صحيحة مشهورة ولما خيف على الناس منه الفتنة سوي .
حدثنا أبو الوليد إسماعيل بن أحمد المعروف بابن افرند وكان هو وأبوه صالحين معروفين قال قال أبو الوليد مات أبي رحمة الله عليه فحدثني بعض إخوانه ممن يوثق به وبحديثه نسيت أنا اسمه قال لي زرت قبر أبيك فقرأت عليه حزبا من القرآن ثم قلت له يا فلان هذا أهديته لك فماذا لي قال فهبت علي نفحة مسك غشيتني وأقامت معي ساعة ثم انصرفت وهي معي فما فارقتني إلا وقد مشيت نصف الطريق .
وروى أبو محمد عبد الله الكبرى ويعرف بالمغاور وكان من الصالحين والله أعلم مشهورا بالصدق والخير قال زرت قبر الزبير بن العوام صاحب النبي A وقرابته وهو أحد العشرة وقبره بأرض البصرة قال فبينما أنا على قبره إذ رأيتني قد صب علي ماء ورد من الجو فبلني حتى بل مرقعتي رأيت ذلك وأنا حاضر الذهن مفتوح العين .
وغير بعيد أن يخلق الله على رأسه ماء ورد يبله بل يبل الأرض كلها إذا شاء كرامة لصاحب نبيه A وبشرى لهذا بزيارته إياه ولا يلزم أن يكون هذا لكل زائر ولا عند كل مزور بل يكون الزائر أفضل من هذا والمزور أفضل من ذلك ولا يكون شيء من هذا .
وللكلام على هذا موضع آخر .
وذكر ابن إسحاق قال حدثني يزيد بن رومان عن عروة عن عائشة Bها قالت لما مات النجاشي كان يتحدث أنه لا يزال يرى على قبره نور .
ويستحب لك رحمك الله أن تقصد بميتك قبور الصالحين ومدافن أهل الخير فتدفنه معهم وتنزله بإزائهم وتسكنه في جوارهم تبركا بهم وتوسلا إلى الله تعالى بقربهم وأن تجتنب به قبور من سواهم ممن يخاف التأذي بمجاورته والتألم بمشاهدته فقد روى عن النبي A أنه قال إن الميت يتأذى بالجار السوء كما